افتتاح متحف السيدة أم كلثوم بالقاهرة في الذكرى 120 لميلادها

, بقلم محمد بكري


موقع نقطة ضوء


موقع نقطة ضوء
الأحد 23-12-2018
نقطة ضوء - ذاكرة المكان
محرر الفنى (العرب)


متحف “كوكب الشرق” بالقاهرة..


متاحف المشاهير بمصر ليست مجرد خزائن توثيقية تنطوي على مقتنياتهم ومتعلقاتهم الثمينة والنادرة، فهي بوابة لتجديد الحنين إلى زمن التفوق في الثقافة والفنون وسطوع القوة الناعمة الفاعلة، ومتحف أم كلثوم شاهد على عصر أيقونة الغناء العربي التي نالت لقب كوكب الشرق.

يلبّي متحف أم كلثوم في ذكرى ميلادها، في 30 ديسمبر الجاري، نداء محبيها المتعطشين إلى لياليها الساهرة والصاخبة.

ولأن الحاضر يكاد يخلو من النبوغ الحقيقي في مجالات الفن والثقافة المتشعبة، باستثناء طفرات وحالات فردية هنا أو هناك، فإن متاحف أحمد شوقي ومحمد عبدالوهاب ومحمود مختار ومحمود خليل وأم كلثوم وغيرهم، تستقطب الكثيرين من الباحثين عن التفرد والأصالة، وعن عناصر الجمال والإمتاع والإبهار المتوارية في سنوات النضوب الأخيرة.

تلقى الاحتفاليات والمعارض الاستعادية للأعمال القديمة في الغناء والمسرح والعرائس والرقص الشعبي والتشكيل، حضورا كبيرا، بما أغرى مؤسسات الدولة للاهتمام بهذه المناسبات، لطلاء الحاضر بدهان الماضي الذي يبدو أكثر بريقا.

بمناسبة الذكرى 120 لميلاد أم كلثوم (30 ديسمبر 1898)، فتح متحف أم كلثوم التاريخي بقصر المانسترلي العريق في منيل الروضة بالقاهرة أبوابه للجمهور على مدار الشهر الجاري لمتابعة حفلات موسيقية وغنائية مجانية، يقضي خلالها الحضور ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة بصحبة كوكب الشرق.

في زيارتهم للمتحف الأثري النابض بالحياة بمحاذاة النيل الخالد، يطالع الزوار مقتنيات فنانة الشعب الخاصة التي رحلت عن دنيانا في 3 فبراير 1975، وأوراقها، وخطاباتها، وصورها النادرة بالمتحف، وفساتينها ومجوهراتها ومتعلقاتها الشخصية، ومكتبتها الموسيقية والغنائية، وكنوزها وأسرارها الفنية، وكأنما تستقبلهم سيدة الغناء العربي بنفسها قائلة “هذه ليلتي”.

بعد التشبع بعبق الذكريات والمعروضات الجذابة في المتحف، تصحبهم “الست” إلى قاعة الاحتفالات، حيث الحفلات الموسيقية والغنائية والشعرية الساهرة لفرق الموسيقى العربية تحت عنوان “كلثوميات”.

وتأتي هذه الحفلات بمثابة استعادة موازية لروح سيدة الطرب العربي، وقراءة متعمقة لسر خلودها كحنجرة ذهبية وشخصية استثنائية، وتشرف على تنظيمها إدارة المتحف التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، بمشاركة أكاديميين وموسيقيين من أجيال مختلفة.

تبدو زيارة متحف أم كلثوم بقصر المانسترلي إطلالة مزدوجة على التاريخ والسحر، وتسيطر حالة نادرة على الزائر، إذ يتعانق الألماس الحر في مجموعة مجوهرات سيدة الغناء العربي بالمتحف ومقتنياتها النفيسة، مع الصوت الذهبي المنثال في فضاء المكان من المكتبة السمع- بصرية، التي تضم الروائع الغنائية لفاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، ابنة قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، التي امتلكت من الطاقات الخفية والقدرات الاستثنائية ما يؤهلها لأن تكون قيثارة الشرق الخالدة.

يقع متحف أم كلثوم في حوالي مئتين وخمسين مترا مربعا، ويعود افتتاحه إلى ذكرى ميلادها في ديسمبر 2001 بعد ثلاث سنوات من التجهيز. لم تكن كوكب الشرق مجرد مطربة استثنائية أو حتى خارقة، مثلما يوضح حاتم البيلي مدير متحف أم كلثوم، بل هي أسطورة خالدة يصعب تكرارها، فمع ظهورها تبلور معنى “المؤسسة الفنية المتكاملة”...

المقال على موقع نقطة ضوء

نقطة ضوء موقع ثقافي عربي شعاره ( ثقافة، فن، أدب، ابداع ) انطلق من القاهرة، عام 2005 وأعيد اطلاقه في ثوب جديد في يناير 2016. يؤمن محررو الموقع أن الحياة تبدأ بنقطة.. تبدأ بحركة.. والحركة تسبب موجة، وتلك الموجة في تكسرها يصدر عنها موجات عاكسة للضوء، تحمل أشعة وكل شعاع يختلف عن الآخر في انعكاسه... لقراءة المزيد.


عن الصورة

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)