افتتاح اللوفر أبوظبي اليوم في الامارات العربية المتحدة

, بقلم محمد بكري


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
متابعات- راي اليوم


“اللوفر أبوظبي”.. ملحمة الإنسانية ترسو في الإمارات



من الضفة الشمالية لنهر السين بالعاصمة الفرنسية باريس، يرسو متحف “اللوفر” في عاصمة الإمارات أبوظبي، ليعرض لوحة إنسانية بديعة تتقاطع عندها الحضارات الإنسانية على مرّ العصور.

ففي جزيرة السعديات بأبوظبي، يضرب العالم، اليوم الأربعاء، موعدا تاريخيا مع الإعلان الرسمي عن ولادة متحف استعار ماركة “اللوفر”، ووثّق في مختلف أروقته أطوار ملحمة الإنسانية بمختلف تجلياتها.

أول متحف عربي برؤية عالمية

بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من قادة العالم والشخصيات الرفيعة، تدشن أبوظبي، اليوم، متحفها الذي أُنشئ في جزيرة السعديات بالإمارة، قبل يومين من فتح أبوابه للعموم.

“جوهرة معمارية” وفق مراقبين، تفتح أبوابها عقب 10 سنوات من توقيع اتفاق دولي بين الحكومتين الفرنسية والإماراتية، معلنة تجسيد حلم الأجيال بالحصول على بوابة معرفية، خاصة أن المتحف سيحتفي بالحقب التاريخية وسلسلة التطور لمجتمعات الفنون حول العالم.

البداية كانت عام 2000، حين قررت دولة الإمارات التوجه نحو المستقبل، وتغيير نمط استثماراتها نحو القوة الناعمة أو ما يعرف بـ “سوفت باور” والسياحة الدولية.

توجهٌ سرعان ما تبلور باتفاقية مع الحكومة الفرنسية في مارس/ آذار 2007، وقّعه عن الجانب الإماراتي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، وعن الجانب الفرنسي وزير الثقافة حينها (عهد جاك شيراك)، رينو دونديو دو فابر.

ولتكوين المجموعة الفنية وشراء الأعمال لـ “لوفر أبوظبي”، تم إنشاء 6 أو 7 لجان، كما أُنشئت وكالة المتاحف الفرنسية التي تضم 12 متحفاً فرنسياً لتوفير الاستشارات لبرامج استعارة الأعمال الفنية، وتنظيم المعارض المؤقتة والمساهمة في إنشاء مجموعة المتحف الفنية الدائمة، وتقديم الاستشارات.
وتشمل المجموعة الفنية للوفر أبوظبي 600 عمل مشتراة، ونصفها مستعارة.

“ملحمة الإنسانية” في أبوظبي

مجموعة فنية متنوعة للغاية، تشمل أعمالا فنية قديمة وحديثة، من الشرق الأوسط والغرب وحتى من إفريقيا وآسيا، صنعتها أنامل عشق أصحابها النحت والرسم وغيرها من الفنون.

وعلى غرار متحف “اللوفر” في باريس، تشكّل المجموعة ثمرة اختيار دقيق وصارم من قبل خبراء وكالة المتاحف الفرنسية.

وتضم المجموعة “كنوزا” من الفن القديم، بينها عقيق إيطالي يعود إلى القرن الخامس ميلادي، إلى جانب لوحات لأشهر فناني العالم مثل بابلو بيكاسو وسي تومبلي، وبول غوغان وغوستاف كايبوت وغيرهم.

قطع فنية تشكّل نتاج الإبداع الإنساني منذ العصور القديمة حتى اليوم، موزعة على الأجنحة الأربعة للمبنى الذي صمّمه المهندس المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل.

ففي ذلك المتحف الذي قالت الرئاسة الفرنسية إنّه يشكّل “همزة وصل بين الفن الغربي والشرقي”، تنتفي الحدود بجميع أنواعها، لتنصهر انفعالات الإنسانية وتختزل في قطع وتحف ولوحات.

وتحت القبة العملاقة التي تجعل لوفر أبوظبي يبدو من بعيد وكأنه قلعة ضخمة تحتمي تحت هالة عملاقة مضيئة، تستعرض الإنسانية تاريخها.

مشروع طموح أجبر فريقا علميا (يضم 15 شخصا) بإشراف جان فرانسوا شارنييه، المدير العلمي لوكالة متاحف فرنسا، على كسر الحواجز بين الحضارات، وتسليط الضوء عليها لتحريك فضول الزائر وإغرائه بالبحث والتساؤل.

كان على أعضاء الفريق سبر أغوار مجلّدات التاريخ وتصفح تفاصيلها الدقيقة التي وثّقها مؤرخون مثل هنري فوسيلون وفرناند بروديل أو مارسيل ماوس، لتسليط الضوء على التفاعل بين الثقافات.

ففي “لوفر أبوظبي”، تتعرّض الحواس جميعها إلى أقصى درجات الاستنفار، سواء رضوخا عند الاستفزاز الذي تشكّله عمارة المتحف منذ ظهوره على امتداد البصر وحتى آخر نقطة داخله، أو تلبية لفضول قاتل لاجتياز جسور الحضارات بحثا عن نقطة تقاطع أو مرسى أفكار.

رحلة مع الزمن تستعرض في مختلف مراحلها “الملحمة” الإنسانية من عصور ما قبل التاريخ حتى اليوم، في عرض أنيق لجميع الحضارات والثقافات.

إشعاع ثقافي إماراتي

يقع المتحف في جزيرة السعديات الطبيعية بإمارة أبوظبي، وهو جزء من برنامج رئيسي لجعل العاصمة وجهة ثقافية رائدة.

محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، قال في تصريحات إعلامية، إن “لوفر أبوظبي سيلهم جيلا جديدا من القادة المفكّرين والمبدعين، للمساهمة في أمّتنا المتسامحة وسريعة التغيير”.

وعلاوة على “اللوفر”، تعتزم جزيرة السعديات احتضان العديد من المشاريع الثقافية والتعليمية الهامة، بينها ما هو قيد الإنجاز.

ومن تلك المشاريع، متحف غوغنهاين أبوظبي للفن الحديث، ومتحف الشيخ زايد التاريخي الوطني، ومركز الفنون الأدائية (دار المسارح والفنون)، والمتحف البحري.

ولإنجاز هذه المشاريع، استعانت سلطات أبوظبي بخبرات كوكبة من ألمع المهندسين المعماريين في مختلف أرجاء المعمورة، مثل فرانك غيري ونورمان فوستر وزها حديد و تاداو أندو.

عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية

من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد


موقع اللوفر أبوظبي



جريدة الحياة


الأربعاء، ٨ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٧
جريدة الحياة
أبوظبي – رنا نجار


اللوفر أبوظبي... لعبة فنية بين الظل والضوء


ليس سهلاً اليوم في عصر العالم الافتراضي، افتتاح متحف ضخم وسط صحراء أبوظبي تفوق مساحته 6400 متر مربع. اللوفر أبوظبي الذي تحرسه الشمس بنورها من فوق، وتبرّده المياه من جوانب عدة، ويخيّم عليه اللون الأبيض، بهر أمس مئات الصحافيين المتخصصين بالفن والمهندسين والفنانين الآتين من بلدان عدة لحضور الافتتاح «الفني» (الافتتاح الرسمي اليوم) لهذا الصرح «التحفة الفنية عربية».

استطاع المعماري الفرنسي جان نوفيل أن يحوّل صحراء منارة السعديات عند أطراف أبوظبي، إلى صرح لا بدّ من زيارته كمعلم ثقافي وساحة حوار وتلاقي حضارات. لكن السرّ في إبهار الناس ليس هذا فحسب، وليس بالأعمال القيّمة وإن يؤخذ عليها أنها قليلة العدد مع 624 عملاً فقط، في حين أن اللوفر في باريس يحتوي على 550 ألفاً. السرّ يكمن في اللعبة الفنية ما بين الظل والضوء التي ابتدعها نوفيل في هندسته السياقية المجبولة بالهوية العربية عموماً والإماراتية خصوصاً. لعبة مبهرة متناغمة في عناصرها الأيكولوجية والجغرافية، وعلاقتها بالأرض والفضاء والتراث المعماري الإسلامي. فما أن تطأ قدماك باحة المتحف، تشعر برهبة أو طاقة ما، خصوصاً تحت تلك القبة المزدوجة التي تجسّد بقطر 180 متراً و7850 شكلاً متداخلاً، نجمة تحرس المكان الساحر الذي يمكننا اعتباره أهم معلم ثقافي معاصر في المنطقة العربية.

الشمس هي مصباح أو كشاف ضوء اللوفر أبوظبي، إذ تتغير الأضواء وفق ساعات النهار والليل ويتغير معها لون النور الآتي من فوق. هذا الشكل الفني الخالص قال عنه جان نوفيل خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، إنه متين جداً ومجهز ليتحمل كل الكوارث الطبيعية.

ويرصد المتحف محطات تاريخ البشرية عبر مجموعات فنية غنية موزّعة على 12 قاعة عرض متداخلة.

وقال محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة لـ «الحياة» إن الإمارات تعوّل على هذا الصرح ليكون مركزاً للحوار والتسامح وتربية الأجيال القادمة على الثقافة والفن. وعما إذا كان المتحف سيشجع السياح على زيارة أبوظبي، قال إن ذلك واحد من أهداف المتحف الكثيرة. ووعد ببرامج عالمية غنية يعمل عليها فريق العمل لجذب الإماراتيين قبل السياح، ولإحياء الروح الثقافية وخصوصاً لجهة تشجيع الشباب على العمل في مضمار الثقافة خصوصاً أن 50 في المئة من العاملين في متحف اللوفر أبوظبي هم إماراتيون. وأضاف أن المتحف يحتضن بين أروقته أعمالاً وتحفاً من أنحاء العالم، وسيلمس زوّاره (يفتح للجمهور في 11 الجاري) روح التعددية الثقافية والحضارية.

أما المجموعة فتتراوح بين المقتنيات الأثرية العريقة والأعمال الفنية المعاصرة إضافة إلى المنحوتات الكلاسيكية الجديدة ولوحات بريشة أشهر فناني اليوم وغير ذلك من الأعمال التركيبية التي صمّمها فنانون بتكليف من المتحف، إلى جانب 300 من الأعمال المستعارة من متاحف فرنسية، منها لوحة «الحدّادة الجميلة» لليوناردو دا فينشي من متحف اللوفر و «بونابرت عابراً الألب» لجان لوي دافيد (فرساي) و «رسم ذاتي» لفنسنت فان غوغ (متحف أورساي).

وتسبر المجموعة أغوار التاريخ البشري العريق عبر مجموعة من التحف النادرة والنصوص الدينية. ويسير الزوّار في رحلة نحو الاستكشاف والتبادل الثقافي عبر مجموعة من الأعمال الآسرة التي تضم إسطرلاباً تاريخياً ولوحة «العذراء والطفل» لجوفاني بيليني. وتركّز بعض القطع على فخامة البلاط الملكي في مختلف أشكاله في أنحاء العالم، ومن أبرزها تمثال رأس أوبا البرونزي ولوحة «السامري الصالح» للفنان جاكوب جوردانس.

ويرصد اللوفر أبوظبي نشأة العالم العصري عبر سلسلة من اللوحات لرسامين معروفين، ويشمل ذلك لوحة «لعبة ورق بزيك» لغوستاف كايبوت و «عذوبة الشرق» لبول كيلي و «الأولاد وهم يتصارعون» لبول غوغان و «صورة شخصية لامرأة» لبابلو بيكاسو.

عن موقع جريدة الحياة

جريدة الحياة

“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)