ابن خلدون بين الأندلس و مصر

, بقلم محمد بكري

في إطار الزيارة الرسمية لأصحاب الجلالة ملك وملكة أسبانيا لمصر يأتي افتتاح معرض ابن خلدون بين الأندلس ومصر الذي يهدف إلى التعريف بحياة و أعمال ابن خلدون، كما يهدف إلى إطلاعنا على الكيان السياسي والإقتصادي والإجتماعي في القرن الرابع عشر بين الشرق و الغرب وبين أوروبا والمغرب.

يأتي تنظيم هذا المعرض الذي يرتكز على شخصية ابن خلدون كمحور له، في إطار التعاون الثقافي بين الحكومة الأسبانية و الحكومة المصرية. كما يهدف المعرض إلى المساهمة في توطيد العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الاسباني والمصري خلال فترة طويلة من تاريخهما. هذا المعرض من تنظيم وزارة الخارجية و التعاون الأسبانية ووزارة الثقافة المصرية. و قام بتنفيذه مؤسسة التراث الأندلسي (مجلس مدينة الأندلس) بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار و مؤسسة أغا خان للثقافة. و من المؤسسات المصرية التي ساهمت في تنظيم المعرض : المجلس الأعلى للآثار و دار الكتب والأرشيف ومتحف الفن الإسلامي ومكتبة الإسكندرية. و من الجانب الأسباني : مؤسسة التراث الأندلسي و المؤسسة الحكومية للمعارض الدولية والبيت العربي.

ظل المعرض بالقصر الملكي بأشبيلية من مايو إلى سبتمبر 2006 وزاره خمسمائة ألف زائر. يأتي هذا المعرض في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعمائة على وفاة ابن خلدون التي وافقت عام 2006، ذلك المفكر العربي المسلم الأكثر شهرة في القرن الرابع عشر. ولد في تونس وهو من أصل أندلسي. عرف ابن خلدون الأندلس و زارها عندما كان يعمل في بلاط الحاكم محمد الخامس الذي ينتمي إلى دولة بنى نصر بغرناطة. ابن خلدون عالم الاجتماع والمؤلف المشهور لكتاب “المقدمة”، لم يكتف بسرد تاريخ الوقائع، أسوة بمن سبقوه. بل كان مؤرخاً مهتماً بمنطق الإمبراطوريات و بتوسعها و ضعفها. و كانت مساهمته الفكرية حول تشكيل الدول كبيرة.

تعد حياة و أعمال ابن خلدون أو كما يطلق عليه بعض كبار المفكرين، أبو علم الاجتماع صالحة و مازال يعمل بها في كل العصور و الأماكن. لقد عاش أواخر أيامه في القاهرة. يهدف المعرض إلى إبراز أهمية العلاقات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الوطيدة التي ربطت بين مصر و أسبانيا في الفترة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر.

كما يهدف المعرض إلى توضيح الإسهامات التي قدمتها الأندلس ومصر في مختلف المجالات و تطورها السياسي والتجاري والفكري والفلسفي وامتدادها إلى المتوسط. في الفترة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر توطدت العلاقات التاريخية بين الأندلس و مصر. ويقدم المعرض أعمال تمثل الإسهامات الفكرية لبعض المؤرخين أمثال : المقريزي والقلقشندي والرحالة ابن الزبير المنتمي إلى مدينة بالينسيا الاسبانية والرحالة المصري لدى بلاط حاكم مدينة غرناطة عبد الباسط والشاعر والعالم الشامل ابن الخطيب. و يلقى المعرض الضوء على المدن المصرية والاسبانية الرئيسية التي تألقت خلال حوالي سبع قرون من التاريخ ومن بين المدن المصرية تأتى القاهرة والإسكندرية حيث قضى ابن خلدون سنواته الأخيرة قبل وفاته. أما عن المدن الأسبانية فهي غرناطة، المدينة التابعة لحكم بني نصر والتي زارها هذا المؤرخ العظيم، إلى جانب قرطبة و بالينسيا أو مورثيا - مسقط رأس ابن عربي - الذي كان له تأثير عميق على الفكر الصوفي في ذلك الوقت.

المصدر : تقديم المعرض على الصفحة العربية في الموقع.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)