إنقاذ أقفال الغرام على جسر الفنون في باريس

, بقلم محمد بكري


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
نُشر في 12-16-2017، العدد : 10661، ص(20)
الصفحة : ثقافة


عاشقان يحاولان إنقاذ أقفال الغرام على جسر باريس


عاشقان ينقذان أكثر من 800 قفل معلق على جسر الفنون في باريس، ويطلقان مبادرة لإنقاذ الأقفال المتبقية والبحث عن أصحابها والتواصل معهم عبر الشبكة العنكبوتية.

من النادر أن ترى خلال هذه الأيام أقفالا على جسر “بونت ديز أرت” الباريسي الشهير، لكن قبل عامين كان الجسر الواقع على نهر السين يئن من ثقل أقفال الغرام المعلقة على جانبيه، لدرجة أن أحد أركانه انكسر من ثقل الوزن، فقررت عاصمة النور وضع حد لهذا التقليد الشاعري الذي يرمز إلى قصص الحب التي تخلدها الأقفال على ضفاف النهر.

إلا أنه كما في الروايات السعيدة، ظهر طوق نجاة لهذه الأقفال يتمثل في مبادرة الحبيبين أمينة وفيلايس بعد أن تمكنا في النهاية من إنقاذ أكثر من 800 قفل. ولم تتوقف المبادرة على إنقاذ الأقفال فحسب بل يسعى الرفيقان العاطفيان للبحث عن أصحاب هذه الأقفال والتواصل معهم عبر الشبكة العنكبوتية.

ويقول فيلايس “كانت مبادرة أطلقناها بالصدفة”. وبدورها تقول أمينة إنه منذ ثلاث سنوات اتصل بهما رفيقان صينيان بعد أن علما أنه تقررت إزالة أقفال الغرام من على جسر بونت ديز أرت.

وتضيف “لذلك قررنا منذ ذلك الحين تبني هذه المبادرة على شبكة الإنترنت، لعلنا نساعد العشاق في إنقاذ أقفال الغرام التي علقوها على الجسر”. لم ينتظر فلايس طويلا وشرع في البحث ولكن المهمة لم تكن سهلة، فهي أشبه بمحاولة للعثور على إبرة وسط كومة من القش.

ويتذكر فلايس “لم يكن من السهل العثور على قفل وسط مليون. ففكرت في أنه إذا كان هذان الحبيبان يريدان إنقاذ قفلهما، فإنه على الأرجح أن يوجد عشاق غيرهما يرغبان مثلهما في ذلك”.

وهكذا صرت أذهب إلى الجسر أسبوعيا محاولا فتح الأقفال مستخدما مفاتيح قديمة، ومنذ ذلك الحين أخذ يعرض الأقفال التي ينقذها من على الجسر على الإنترنت.

أثناء رحلة البحث، خلال هذه المغامرة الفريدة، عثر فيلايس وأمينة على قفل له تصميم خاص جدا على هيئة قلب، لونه يجمع بين الذهبي والبرونزي، محفور عليه بحروف مائلة “ميشيل وباراك – عشق للأبد”. فهل يرجع هذا القفل الفريد إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل؟

لا يعتقد فيلايس أن القفل مزوّر أو أن يكون العثور عليه مجرد مصادفة، حيث يؤكد “هناك احتمال قوي بأن يكون أوباما وزوجته ميشيل هما من وضعا القفل”، مشيرا إلى أن ربط الوقائع معا منطقي ويؤدي إلى نفس النتيجة. محفور على ظهر القفل “20 عاما في 2009”، وبالفعل كان الزوجان في باريس عام 2009، كما أنهما متزوجان منذ العام 1989، أي منذ 20 عاما في ذلك التاريخ”.

ويوضح فيلايش أن زواج آل أوباما يعكس نموذجا رائعا لقوة الحب. بالرغم من ذلك رفض مكتب الرئيس الأميركي السابق التعليق على الخبر سواء بالتأكيد أو نفي ما إذا كان سيد البيت الأبيض السابق وزوجته هما بالفعل من وضعا القفل المثير للجدل.

ولكن في حال ظهر أي محتال ليدعي أن القفل يخصه، فإن أمينة وفيلايس لديهما حيلة ذكية لكشف هذا الاحتيال.

وتوضح أمينة “هناك تفاصيل أخرى محفورة على أحد أوجه القفل لم نكشف عنها عن عمد. ومن ثم فإن صاحب القفل الحقيقي هو فقط من يعرف هذه التفاصيل ويستطيع إخبارنا بها”.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ أن أعلن الرفيقان العاطفيان عن مبادرتهما الخاصة بإنقاذ أقفال الغرام تلقيا أكثر من مئتي طلب من جميع أنحاء العالم، يريد أصحابها استعادة قفلهما من أجل إتمام الزواج، “هناك أيضا من يريد الحصول على قفله كتذكار من حبيب غيّبه الموت”، يتابع فيلايس.

وعلى الرغم من ضعف احتمالية استرجاع العشاق لأقفالهم، فإن فيلايس وأمينة نجحا حتى الآن في التعرف فقط على رفيقين عاطفيين من أستراليا. تقول أمينة “ندرك أن وجود الكثير من الأقفال يتسبب في ضرر كبير للجسر”، موضحة “لكن مبادرتنا تهدف بالأساس إلى إظهار الاحترام لرمزية الأقفال التي سعى العشاق من خلال وضعها إلى تخليد قصص حبهم”.

جدير بالذكر أن الأقفال التي تم انقاذها تمثل نذرا يسيرا للغاية من الملايين من الأقفال التي قامت سلطات مدينة باريس بإزالتها منذ العام 2015، وجرى تخزينها إلى أن أقيم مطلع الشهر الجاري مزاد علني لبيع جزء منها، خصصت إيراداته لصالح المنظمات التي تقدم الدعم والعون للاجئين.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر


جسر الفنون في باريس (Pont des Arts à Paris) على ويكيبيديا

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)