أهم مئة فيلم في السينما المصرية للناقد السينمائي سامح فتحي - 2017

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الجمعة، ٨ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٧
جريدة الحياة
القاهرة - خالد عزب


كتاب يرصد «أهم مئة فيلم وفيلم في السينما المصرية»


«صدر أخيراً للناقد السينمائي سامح فتحي كتاب «أهم مئة فيلم وفيلم في السينما المصرية»، ويتضمن دراسة وسجلاً تحليلياً لأسباب إدراج كل فيلم، مستخلصاً نتائج عدة منها: وجود نجيب محفوظ على رأس أكثر كاتب للقصة السينمائية، وعلي الزرقاني في كتابة السيناريو، أما السينمائي عبدالحليم نصر فاحتل موقع أكثر مدير تصوير حضر في المئة فيلم. وجاء الفنان فريد شوقي أكثر فنان مثل أفلاماً ضمن القائمة، وسعاد حسني هي أكثر ممثلة، ومحمود المليجي أكثر ممثل مساعد في المئة فيلم، الملحن فؤاد الظاهري أكثر مؤلف موسيقي، وتأتي المؤسسة العامة للسينما كأكثر من أنتج أفلاماً ضمن الدراسة، وماهر عبدالنور مهندس الديكور لغالبية الأفلام المئة، والسيد بدير واضع أكثر حوارات تلك الأفلام، وتعد شركة توزيع الأفلام «دولار فيلم» أكثر شركة توزيع.

لكن المؤلف لم يقدم قائمة يرتبها بأفضل فيلم مصري، من واحد إلى مئة من حيث الأفضلية، ومع هذا فإن وجهة نظره بعد مناقشته تفيد بأن فيلم «الفتوة « لصلاح أبو سيف هو أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية، فيما رأى أن «الزوجة الثانية» للمخرج ذاته من أفضلها، إذ حمل رمزية غير مسبوقة، ذات دلالات سياسية واجتماعية وفلسفية، وظف فيها المخرج الحوار والأشخاص والمكان والزمن.

ويمكن الغوص في عدد من الأفلام التي اختيرت في الكتاب، ومنها :

فيلم «غزل البنات» 1949 قصة وسيناريو أنور وجدي وإنتاجه وإخراجه، وحوار نجيب الريحاني وبديع خيري، و «يحمل في بعض مواقفه طاقة كوميدية لم تتوافر لأي عمل آخر، مانحاً المشاهد صورة واضحة عن عبقري الكوميديا نجيب الريحاني، على رغم مرور كل تلك السنوات، ما زال الفيلم يحتفظ برونقه وبهائه، ما يؤكد أنه سبق عصره عبر صوغ عبقرية للريحاني وبديع خيري.

فيلم «جعلوني مجرماً» 1954، إخراج عاطف سالم، وقصة فريد شوقي، ورمسيس نجيب، وسيناريو نجيب محفوظ، وحوار السيد بدير، «يثبت فريد شوقي من خلال هذا العمل أن الفنان لا ينبغي أن يعيش منعزلاً عن قضايا مجتمعه، وحقق العمل معادلة صعبة، وهي تقديم الجودة الفنية، ومعالجة قضية سلبية في المجتمع في صورة مباشرة، ما أدى إلى استجابة السلطات التشريعية لأحد مطالبه عبر حذف السابقة الإجرامية الأولى في حياة الأطفال الأحداث»، فأكد الفيلم «تأثير الأعمال الفنية الواضح في المؤسسات الرسمية المختلفة».

فيلم «شباب امرأة» 1956: إخراج صلاح أبو سيف، وقصة أمين يوسف غراب، وسيناريو أمين يوسف غراب، وصلاح أبو سيف، وحوار السيد بدير، القصة لأمين يوسف غراب الكاتب الواقعي الذي لا يؤمن بالحب العذري، ويعتقد أن الجنس أساس العلاقة بين الرجل والمرأة، وهو مفتاح قصة الفيلم، حيث أجرى صراعاً بين الحب العذري الشريف الذي يحبه البطل إمام لسلوى، وبين الجنس الذي تعطيه له شفاعات. و «يلجأ أبو سيف في هذا الفيلم إلى التصوير الرمزي وساعد الحوار في إظهار تلك اللغة الرمزية التي اتبعها في التصوير».

فيلم «الفتوة» 1957 إخراج صلاح أبو سيف، قصة فريد شوقي ومحمود صبحي، وسيناريو السيد بدير ومحمود صبحي وصلاح أبو سيف ونجيب محفوظ، والحوار للسيد بدير، «هذا العمل من أهم الأعمال التي قدمها فريد شوقي للسينما إنتاجاً وتمثيلاً»، عن قصة حقيقية لأحد تجار الفاكهة في سوق روض الفرج القديمة التي كانت تُمارِسُ الاحتكار والظلم لبسطاء الشعب. و «استطاع السيناريو أن يعكس الصورة الواقعية لأوضاع السوق».

فيلم «الحرام» 1965 إخراج بركات، وقصة يوسف إدريس، وسيناريو وحوار سعد الدين وهبة، «هذا الفيلم العبقري» كان «الوحيد في بابه من ناحية تجسيد حياة طبقة عمال التراحيل التي كانت موجودة في مجتمع ما قبل الثورة، إذ صور معاناتها وظروفها الاجتماعية القاسية، وجسد المأساة التي تعيشها بطريقة درامية واقعية».

ويستطيع المشاهد الذي رأى «دعاء الكروان» 1959 أن يعرف مخرج الحرام من دون أن يقرأ اسمه، فبركات «يقيم العملين على بعض الأساليب الواحدة التي تميزه هو كمخرج عن بقية المخرجين، ومنها تقنية الاسترجاع عبر الشخصيات الرئيسية لكن بطريقة خاصة ببركات، فالعمل يبدأ بحوادث ومواقف محددة لكنها غير مفسرة، وتظهر الشخصية الأساسية لتفسر تلك الحوادث عبر الاسترجاع الذي تستغرق فيه زمناً حتى تصل إلى النقطة التي تسترجع منها»، وقد فعل ذلك بركات في «دعاء الكروان» الذي كانت حوادث الاسترجاع، من طريق البطلة نفسها التي تسترجع الحوادث بالطريقة ذاتها في «الحرام» وهي فاتن حمامة.

فيلم «الزوجة الثانية» 1967 من إخراج صلاح أبو سيف، وقصة أحمد رشدي صالح، وسيناريو محمد مصطفى سامي، وسعد الدين وهبة، وصلاح أبو سيف، وحوار محمد مصطفى سامي، وقد حصل صلاح أبو سيف على جائزة أحسن إخراج من مؤسسة السينما عن هذا الفيلم. كما حصل شكري سرحان على جائزة أحسن ممثل وسعاد حسني أحسن ممثلة. ويعد «الزوجة الثانية» واحداً من أهم أفلام السينما المصرية التي «استطاعت أن تنقل الواقع الحي الذي عاشته القرية المصرية في أحلك عصور الجهل والظلم والطغيان»، واستطاع من خلاله أبو سيف أن ينقل المشاهد المصري، «إلى تلك الأيام التي كان العمدة فيها هو الحاكم بأمره، رامزاً إلى سلطة غاشمة»، وجاء أداء صلاح منصور أداءً عالمياً «يستحق عن جدارة جائزة الأوسكار» في رأي واضع الكتاب. ويرمز أداء شكري سرحان للشعب المصري الرازح تحت نير السلطة المستبدة، وكان الحوار حرفياً وواقعياً.

فيلم «دعاء الكروان» 1959 إخراج بركات وإنتاجه، ويوسف جوهر، وحوار يوسف جوهر، وقد رشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، وفاز بشهادة تقدير من هيئة أوسكار، وعرض في مهرجان برلين. جاء الفيلم صورة طبق الأصل من روح الرواية، بفضل الحوار الذي وضعه يوسف جوهر، عاكساً في صدقية طبيعة الشخصيات وبيئتها التي عاشت فيها. وفيه أدت زهرة العلا دور هنادي بإبداع، وأجادت فاتن حمامة بدرجة جعلتها متربعة دائماً في ضمير عشاق السينما. وتمكن أحمد مظهر من أن يؤدي في شموخ دور المهندس المنفلت في البداية والعاشق في النهاية.

فيلم «البوسطجي» 1968 إخراج حسين كمال، عن قصة يحيى حقي، وسيناريو صبري موسى، ودنيا البابا، وحوار صبري موسى وقد فاز الفيلم بجائزة أحسن ممثل أول لشكري سرحان من مؤسسة السينما، وجائزة الدولة في الإخراج لحسين كمال. وعرض في مهرجانات «كان» وقرطاج وطقشند. ويرى معدّ الكتاب أن هذا الفيلم يتّسم بـ «الواقعية الخشنة» التي يقصد بها تصوير الواقع بخشونته من دون معالجة سينمائية أو محاولة تجميل خاصة لذلك الواقع المتخلف المنغلق، متسماً بالسلبية واللامبالاة مع بعض الأمراض الاجتماعية المتوطنة مثل الثأر والخيانة، والتي أراد يحيى حقي بعبقرية واضحة أن يسلط الضوء عليها، ويشبك السلبيات العامة بتلك الخاصة.

في نهاية هذه القائمة، هناك أخيراً، فيلم «الحريف» 1983 إخراج محمد خان، عن قصة محمد خان، وبشير الديك، وسيناريو وحوار بشير الديك: «في ناس بتلعب كورة في الشارع... وناس بتمشي تغني في الشارع... وتاخد صورة في الشارع... فيه ناس بتشتم بعض، تضرب بعض، تقتل بعض في الشارع...». بهذا الجزء من شعر العامية يبدأ فيلم «الحريف»، ولهذا المقطع الشعري أهميته في العمل، فلم يضعه محمد خان تزيناً للعمل، لكن له وظيفة درامية، فيعطي مؤشراً للجو النفسي الخاص به، مع إعطاء بعض اللمحات عن بيئة العمل وشخصياته وحوادثه. وقد جاء العمل في صورة جديدة على الشكل السينمائي المعهود للأفلام التي تندرج تحت حكاية محددة، لها بدايتها ووسطها ونهايتها السعيدة أو الحزينة أو المفتوحة، أما «الحريف» فقد التقط بعض اللحظات من عمر شخصيته الأساسية.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)