ألحان الانتصار العربية في مونديال روسيا 2018 لكرة القدم

, بقلم محمد بكري

جريدة العرب
الأربعاء 2018/06/06
الصفحة : حياة وتحقيقات
القاهرة - شريف الشافعي - كاتب مصري


الجماهير العربية تشجع منتخباتها بألحان الانتصار في مونديال روسيا


مطربون ينتهزون الفرصة لكسب الجماهير، ومشاهير ينتصرون للفرق العربية المشاركة في المونديال بأغان مشتركة.


المصريون يحضرون بشجاعة الفراعنة

دخلت أغنيات الملاعب منعطفا مختلفا في مصر قبل أيام، وأطلقت إحدى الشركات أول كليب فني من نوعه “بلغة الإشارة” لمساندة المنتخب المصري في روسيا، بعنوان “منتخب الساجدين”، من ألحان أشرف بازيد وأداء مجموعة من المطربين الشباب، وحظيت الأغنية بالآلاف من المشاهدات فور بثها على يوتيوب.

ويسعى بعض المطربين والفنانين إلى انتهاز الفرصة، بتقديم أعمال غنائية وفنية تواكب الأحداث والمناسبات الرياضية، أملا في استثمار فرحة الجماهير وكسب ودها وتعاطفها، وتبدو نسبة كبيرة من هذه الأعمال مفتعلة.

أغان لكل مناسبة

الفرق المصرية لها أغنياتها وهتافاتها التي لا تمّحى عبر الزمن، وبعضها تصاحبه الموسيقى الشعبية المميزة، كما في إبداعات جماهير نادي الإسماعيلي على أنغام آلة السمسمية الوترية، ولعل أشهر هتافات الملاعب حتى يومنا هذا هو ذلك المقترن بالنادي الأبيض “يا زمالك يا مدرسة.. لعب وفن وهندسة”.

وهناك من المطربين من يحرصون على تقديم أعمال موسيقية وغنائية في المحافل والبطولات والمناسبات الرياضية، تفاعلا مع الجماهير، وبغرض كسب ود الملايين من عشاق كرة القدم على وجه الخصوص.

هذه الأعمال الغنائية، تحقق أحيانا نجاحا لاقترانها بحدث رياضي مهم أو نجم محبب لدى الجمهور، بغض النظر عن قيمتها الفنية. هكذا، على سبيل المثال، عاشت أغنية “بيبو بيبو الله يا خطيب” منذ ثمانينات القرن الماضي حتى الآن، رغم أن مؤلفها وملحنها مجهولان، لكن يكفي أنها أعدت خصيصا من أجل مهرجان اعتزال لاعب الأهلي الأبرز محمود الخطيب.

أغنيات الملاعب هي فوضاها الجميلة البريئة وشغبها الحيوي المشروع، وفي الكرنفالات الرياضية تنتج الشعوب المبدعة بالفطرة فنونها ورقصاتها، فيما يحاول بعض المطربين استثمار الفرصة لكسب ود الجماهير. الجانب التنافسي في الرياضة ليس هو كل شيء، فحماس الجماهير هو الذي يمنح المباريات الرياضية جمالياتها في الملاعب من خلال فنيات اللعبة ومهاراتها وخططها، أو في المدرجات وخارج الملعب من خلال الأغنيات والهتافات والرقصات وطرق التشجيع المتجددة التي تبتكرها الجماهير والفنانون التلقائيون، وتصير طقسا أساسيّا من طقوس الفعاليات الرياضية الكبرى مثل المونديال والألعاب الأولمبية

الأغنيات المرتبطة بمناسبات رياضية أسهمت في صنع نجوم في عالم الفن، منهم المطرب عمرو دياب الذي استغل ملكاته الرياضية وقدرته على الغناء في وضع الحركة، وقدم في بطولة الألعاب الأفريقية بالقاهرة في العام 1991 أغنية “أفريقيا” التي تحمل شعار المحبة والسلام “بالحب اتجمعنا”، من ألحانه وكلمات مجدي النجار وتوزيع مودي الإمام.

نجاح عمرو دياب لم يتحقق لآخرين ممن حاولوا انتهاز الفرصة على نحو مماثل بتقديم أعمال غنائية في الملاعب وبالتوازي مع البطولات والأحداث الرياضية، ومنهم المطرب هشام عباس في أغنية “بطولتنا” مع انطلاق كأس الأمم الأفريقية بالقاهرة في 2006، والمطرب الشعبي سعد الصغير مع انتصارات الأهلي المتكررة بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه “الأهلي في كل حتة عمّال يجيب أجوال”. وأخيرا، يأتي مونديال روسيا 2018، الذي يشارك فيه المنتخب المصري بعد غياب 28 عاما، لتنطلق أغنيات عديدة عبر الفضائيات وقنوات اليوتيوب لمؤازرة الفريق ومغازلة مشاعر الجماهير، وتتفاوت هذه الأعمال بين الجودة والضعف، والنجاح والفشل.

ومن أبرز أغنيات الملاعب المعدّة لأجل مونديال روسيا، أغنية تامر حسني بالاشتراك مع المغني والراقص الأميركي جيسون جويل ديسرولو بعنوان “ألوان”، وقد تم تصويرها في مصر وأميركا ولبنان بميزانية ضخمة، بإخراج مريم أبوعوف وألحان وتوزيع ديسرولو، وتقول كلماتها “أبطال تشرف وأعلام ترفرف.. متجمعين على حبك يا أم الدنيا”. وفي حين حققت أغنية “ألوان” بتقنياتها الموسيقية والتصويرية المتطورة مئات الآلاف من المشاهدات على يوتيوب وغيره من المواقع، فإن أغنيات أخرى من أجل المنتخب المصري ومونديال روسيا لم يحالفها الحظ في الانتشار والنجاح.

ومن هذه الأعمال الغنائية التي لم تلق رواجا يذكر “منتخبنا” من كلمات وألحان عبدالحميد الحباك وغناء مجموعة “ألتراس مصراوي”، و”يلا نشجع” للمخرج محمد نصرالدين، و”حلمنا واحد” لمحمود العسيلي وأحمد شيبة وزاب ثروت، وغيرها.

وفي الملاعب المصرية والعربية، تسهم الجماهير وروابط المشجعين ومجموعات الأولتراس في تقديم أغنيات وهتافات وأعمال فنية للمنتخبات والفرق واللاعبين، لمؤازرتهم في المناسبات الدولية، وتشجيعهم عند حصد البطولات، والتغني بإنجازات اللاعبين المتميزين في مهرجانات اعتزالهم.

ولا تزال صورة مشجعي المنتخب المصري في مونديال إيطاليا 1990 عالقة في الأذهان حتى اليوم، وقد ارتدى بعضهم ملابس فرعونية، وارتدى آخرون عباءات وعمائم الأزهر، ومع إيقاعات الطبول وآلات النفخ النحاسية انطلقت أغنيات التشجيع الحماسية في المدرجات.

"يا روسيا هاو جايين.. هاو جايين"

الجمهور التونسي يضع النسور في القلب

ينافس المنتخب التونسي في مجموعة تضم كلا من إنكلترا وبلجيكا وبنما، واحتفاء بهذه المناسبة أطلقت الجماهير التونسية أغنية حماسية بعنوان “يا روسيا جايين هاو جايين هاو جايين” مقتبسة من أغنية “كالينكا” الروسية، ولاقت رواجا كبيرا لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في شكل شريط مصور يحكي باقتضاب تقاليد من الحياة اليومية للتونسيين. ولكن قبل بضعة أيام ظهرت نسخة مصورة جديدة في شريط إشهاري لوكالة اتصالات تونسية، بمشاهد مختلفة وبآداء بلكنة روسية مع تغيير طفيف للكلمات.

ومنذ إطلاق الشريط المصور، ما فتئ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يكثفون تداوله على الإنترنت، معربين عن إعجابهم بالفكرة المبتكرة والمميزة للشريط المصور، وببساطة الكلمات التي حملت روح الدعابة والفكاهة، بلمسة تونسية.

ووعد الفنان صابر الرباعي بإصدار أغنية للمنتخب التونسي في روسيا، بعد أن عبر خلال لقائه المدرب نبيل معلول ولاعبي المنتخب عن مساندته للفريق وتمنى له النجاح والتوفيق.

أما فنان الراب التونسي كادوريم والذي يحظى بشهرة عالمية فقد أصدر أغنية جديدة تشجيعا للفرق العربية المشاركة في مونديال روسيا، ونشر النشيد الرسمي للمنتخبات العربية «أوه لا لا لا لا» في فيديو كليب نال نسبة مشاهدة عالية على قناته في «يوتيوب»، ويظهر برفقته، في الفيديو، بطل مونديال 2002 مع السيليساو، النجم رونالدينيو الحائز على جائزة الكرة الذهبية في 2005، وراقصات وسط أحياء برازيلية، وخلفهم أعلام الدول العربية الأربع المشاركة في مونديال روسيا.

وتستعد مجموعة من المطربين الشباب في مصر والسعودية والمغرب وتونس، للمشاركة في تسجيل أغنية عن كأس العالم بعنوان “كأس العالم.. يلا يا بلادي”، بمناسبة اقتراب المونديال.

ويشارك في الأغنية من مصر مينا عطا ومحمد شاهين، ومن السعودية محمد هاشم، ومن المغرب فريد الغنام، ومن تونس فاطيما، ويغني كل نجم الجزء المخصص له بلهجة بلده. وتهدف الأغنية إلى حث كل جماهير الوطن العربي على تشجيع الدول العربية المشاركة في المونديال بروسيا. والأغنية من كلمات حسام طنطاوي وألحان معتز أمين وتوزيع أحمد مجدي، ومن المقرر تصويرها في وقت لاحق استعدادا لطرحها على القنوات الفضائية قبل بدء فعاليات المونديال.

رقص ومراوغات

أعمال فنية تواكب حدث المونديال

يقدم اللاعبون فنيات الرياضة معبرين بأقدامهم عن جماليات الحركة ومهارات الرقص والمراوغة، وتنتج المدرجات بدورها غناء ورقصا ومتعة ومشاهد للمرح والبهجة، تأتي تلقائية من جماهير وشعوب مبدعة بالفطرة، تحفظ موروثها الحضاري وتملك ذاكرة واعية.

وليست فقط منتخبات الدول هي التي تحيطها هالة من أضواء الفن والغناء والرقص في المدرجات، فالفرق الشهيرة أيضا حول العالم لها أغنياتها وهتافاتها ورقصاتها المميزة. جماهير ليفربول مثلا تتغزل بالنجم محمد صلاح وتغني له بالإنكليزية “مو صلاح.. الملك المصري، يركض على الجناح”، وصارت هي الأغنية الأبرز للاعب المصري العربي.

الثقافة والفنون الأفريقية أيضا حاضرة بامتياز أينما حل الرياضيون الأفارقة، فمع مشاركات منتخبات الكاميرون ونيجيريا وغانا وغيرها في المونديال والأولمبياد أطل العالم على موسيقى الجاز والطبول والإيقاعات الأفريقية والاستعراضات الفنية الراقصة التي تحكي سيرة القارة السمراء.

وفي عالم الرياضة، خصوصا كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، ليس هناك حد فاصل بين اللعب والفن، وبين اللاعبين والجمهور، وبين القوانين في المستطيل الأخضر والفوضى المقبولة خارجه دون تجاوز.

منتخب البرازيل هو منتخب “السامبا”، أو الموسيقى البرازيلية الأشهر والأقدم؛ ذات الجذور الأفريقية، التي تشهدها كافة الكرنفالات البرازيلية الرسمية.

“السامبا” حاضرة كذلك في الملعب، بين أقدام اللاعبين المتراقصين، وماثلة خارج الخطوط، بالدهشة ذاتها، في المدرجات، وفي أغنيات ورقصات الجماهير المعدة خصيصا من أجل تشجيع الفريق الذي يعرف كيف يهز شباك خصومه برشاقة وسحر.

الأرجنتينيون بدورهم يرقصون بمصاحبة موسيقى “التانغو” في المدرجات والشوارع والميادين، معبّرين عن تراثهم الثقافي الإنساني غير الملموس وقوتهم الناعمة الممتدة خارج الحدود. ولا يجرؤ اللاعبون على مخالفة طبائعهم والانفلات من جذورهم وهويتهم، فمدرسة الكرة الأرجنتينية هي رقص مواز على أنغام التانغو.

أغنيات الملاعب والمناسبات الرياضية، حالات توهج تأتي تلقائية أحيانا بفنيات عالية حين تبدعها الشعوب العاشقة للجمال، وهي أعمال مصنوعة في أحوال أخرى عندما يضطلع بها راكبو الموجة وانتهازيو المشهد الفني.

"موروكو يا حبيبي أش حال أنا نبغيك"

فاطمة الزهراء تحرك مشاعر الجماهير المغربية

الرباط – لكرة القدم سحرها في تحريك مشاعر الجماهير وتعلقها بوطنها والتغني بأمجاد المنتخب، أطلقت مجموعة من الفنانين المغاربة، بهذه المناسبة، أغاني حماسية فرحة بترشح المنتخب لنهائيات مونديال روسيا، وأطلقت الفنانة المغربية فاطمة الزهراء لعروسي أغنية بعنوان “موروكو”، كتب كلماتها عبدالرحيم بيوض القنصل العام للمملكة المغربية بالأردن، ولحنها رضوان الديري ووزعها يونس الشحفاوي وأشرف على إخراج الفيديو كليب حسن الكُرفتي.

وقالت لعروسي في تصريح لهسبريس إن “أغنية موروكو كانت من بين عدد من القصائد التي كتبها القنصل العام لبلادنا بالأردن، وأعجبت بها واتفقنا على طرحها على طريقة فيديو كليب”. وعن تفاصيل الفيديو كليب، توضح الفنانة المغربية قائلة “اعتمدت فيه على البساطة ومشاركة مكثفة للأطفال”، مشيرة إلى أن مشاهده جرى تصويرها في مدينة أصيلة والمناظر الخلابة لرمال الصحراء المغربية ومدن أخرى.

وأضافت “عند تسجيل الأغنية أرسلتها إلى الملك محمد السادس مرفوقة بكلمة شكر على رسالته المولوية الأولى، ولم أكن أتوقع أنها ستحظى بإشادة ملكنا الحبيب”. وتوصلت فاطمة الزهراء لعروسي برسالة من الملك محمد السادس، جاء في مضمونها “تلقينا بكل ترحيب هديتك لجلالتنا، والمتمثلة في قرص مدمج يتضمن أغنيتك الجديدة موروكو”.

وأضاف العاهل المغربي “إنّنا إذ نعرب لك عن شكرنا على هذه المبادرة الوطنية، التي تعبر عن غيرتك الوطنية، وتجسد ما تكنينه لجلالتنا وللعرش العلوي المجيد من ولاء وإخلاص، ندعو الله تعالى لك بموصول التوفيق في الأعمال الفنية، مشمولة بسابغ عطفنا ورضانا”.

وعلقت لعروسي على هذه الرسالة قائلة “الفرحة كانت فرحتين، تلقيت اليوم من لدن الملك محمد السّادس رسالة مضمونها هزّ كياني. لا أجد العبارات للتعبير عما يخالجني”. ومن بين الأغاني التي ترددها الجماهير المغربية بمناسبة ترشح فريقها لكأس العالم نجد أغنية “آلي” للفنانة سميرة سعيد، التي تمزج فيها اللهجة المغربية باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وتشجيعا لأسود الأطلسي غنت أسماء لمنور “ها حنا جينا” و”لعبتوها واعرة” لهدى سعد التي علقت قائلة “أسود الأطلس فريقنا المحبوب.. باسمي وباسم أحلى فريق عمل أهدي لكم هذه الأغنية التشجيعية، يا رب تكون فأل خير عليكم وعلى المغاربة كلهم”.

وتتالت الأغاني الحماسية المشجعة للمنتخب المغربي، فكانت أغنية “رايتنا” لحاتم عمور وابتسام تسكت والشاب يونس وديب أفريكا وديدجي سول ـ أ و”مبروك الربحة” للدوزي.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF

عن جريدة العرب اللندنية

العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)