أفلام الحركة في السينما المصرية 1952 - 1975، سمير سيف (مصر)، سينما المركز القومي للسينما في القاهرة - 2017

, بقلم محمد بكري


جريدة الحياة


الجمعة، ٢٧ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٧
جريدة الحياة
القاهرة – هيام الدهبي


أفلام الحركة في مصر 1952 - 1975


تشكّل أفلام الحركة نسبة كبيرة من الإنتاج السينمائي العالمي كما تبدو أكثر نوعيات السينما انتشاراً وشعبية، من خلال فصائلها المتعددة والمتمثلة في أفلام المغامرات التاريخية والمعاصرة وأفلام الغرب الأميركي والأفلام البوليسية وأفلام الجاسوسية والكاراتيه والكونغ فو، بخاصة تلك التي تنتجها هوليوود. وبعد أول أفلام الحركة في السينما المصرية، «قبلة في الصحراء» 1928، توالت أعمال كثيرة تندرج تحت هذا المسمى، إلا أن النقاد تعاملوا غالباً معها بقليل من الاهتمام، بل إن النظرة السائدة بينهم تكاد تتمثلها على أنها أفلام تجارية لا تحمل قيماً فنية جديرة بالدراسة، إضافة إلى اتهامها بأنها تقليد باهت لأفلام أميركية. والواقع، أن كبار مخرجي السينما المصرية كما يرى المخرج سمير سيف في كتابه «أفلام الحركة في السينما المصرية 1952 - 1975»، قدموا أعمالاً كثيرة تنتمي إلى تلك النوعية، قاموا فيها بتطويع النموذج الأميركي للواقع المصري بدرجات متفاوتة النجاح، بل إن منهم من قام الجانب الأكبر من شهرته عليها مثل نيازي مصطفى وكمال الشيخ وحسام الدين مصطفى. ومنهم مَن قدم بعضاً من أفضل أعماله في إطار هذه النوعية، مثل صلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار وعاطف سالم.

حدد سمير سيف الفترة الزمنية (1952 - 1975) على أساس أنها تمثل دراسة قائمة بذاتها لفيلم الحركة المصري، والتي يمكن رصدها في مرحلتين زمنيتين، تمثل الأولى منها فترة ازدهار (1952 - 1962) وتمثل الثانية (1963 - 1975) مرحلة التراجع والانحسار. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، يختص الأول منها بدراسة الأسس النفسية والفنية لأفلام الحركة عموماً من خلال دراسة سيكولوجية الاتصال بالجماهير، وكذلك تحديد ملامح البطل في العمل الدرامي، ووسائل اندماج المتفرج في شخصه، ثم الأثر النفسي النهائي للعمل الدرامي أو ما يعرف درامياً بـ»التطهر»، وما يصاحب ذلك من تأثير اجتماعي من خلال تراكم الأعمال من النوع ذاته، والتي تناقش عنصري التشويق والعنف. كذلك محاولة دراسة البناء الدرامي لفيلم الحركة من حيث «الأيقونغرافية»، أي الصورة ذات الدلالة الثقافية لدى جمهور بعينه وشخصيات العمل وبناء الحبكة للوصول إلى التركيبة، أو التوليفة التي تحقق رسوخ تقاليد النوع.

كما يبين أيضاً مفردات اللغة السينمائية التي تبرز البناء الدرامي وتكسبه الشكل السينمائي المعروف. بينما يتناول سيف في الباب الثاني من كتابه - الصادر عن المركز القومي للسينما في القاهرة - فترة ازدهار فيلم الحركة في السينما المصرية في السنوات من 1952 حتى 1962، من خلال رصد للتطور التاريخي منذ أواخر العشرينات وحتى بداية الخمسينات.

كما يقدم الكاتب/ السينمائي شرحاً ودراسة لأعمال أشهر مخرجي تلك النوعية من الأفلام في السينما المصرية، وهو نيازي مصطفى، وتشكل أفلام المغامرات التي قدمها مساهمته الرئيسية. ويبحث في أسباب نجاح هذه الأفلام، النفسية والحِرَفية. وتعد غالبية الأفلام التي يتناولها الكتاب من كلاسيكيات السينما المصرية، بخاصة لاثنين من كبار مخرجيها هما صلاح أبو سيف وعاطف سالم. وهذه الأفلام تتميز بطابع اجتماعي واضح. كما يتناول نوعاً من أفلام الحركة يعتمد على أصول أميركية، وهو الفيلم البوليسي الذي برع فيه كمال الشيخ وعز الدين ذو الفقار.

أما الباب الثالث، فيرصد بداية تراجع أفلام الحركة في السينما المصرية في الفترة من 1963 وحتى 1975، ويعرض فيه لأبرز أعمال نيازي مصطفى وحسام الدين مصطفى الذي حمل لواء أفلام الحركة في تلك الفترة. كما يحاول تقصي أسباب انحسار تلك الأفلام في تلك المرحلة، والتي تمثلت في اكتشافه أن فيلم الحركة الناجح يبدأ من الكتابة السينمائية الناجحة، فالعامل المشترك في سنوات الانحسار، هو ضعف الجانب الدرامي الذي وضح في العجز عن خلق شخصيات تتسم بالخصوصية والتفرد، وصراعات تنبع من واقع المجتمع المصري. وربما يعود هذا الضعف الدرامي أيضاً - كما يرى سيف انصراف كبار الكتاب عن كتابة مثل هذه النوعية وضعف موهبة الكتاب الجدد في تلك الفترة، كما ساهم التيار النقدي الغالب في دوائر الصحافة السينمائية في انصراف الكثير من كبار المخرجين والكتاب عن هذا النوع من الأفلام، ليتجهوا إلى أعمال سينمائية من نوعيات أخرى يراها النقد أكثر أهمية.

عن موقع جريدة الحياة


“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)