أحفاد محفوظ، صلاح فضل (مصر)، أدب الدار المصرية اللبنانية للنشر - 2016

, بقلم محمد بكري


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
نُشر في 12-11-2016، العدد : 10453، ص(14)
الصفحة : ثقافة
العرب - تيم محمد


’أحفاد محفوظ’.. اقتفاء أثر أم استنساخ تجربة


مازال النوبلي العربي الوحيد الأديب الراحل نجيب محفوظ يحظى بالعديد من الدراسات حول سيرته وأعماله التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي، لما عرف به من دقة في الوصف وبلاغة في الأسلوب وجزالة في اللفظ، جعلته كاتبا يخرج من إطار المحلية ليرتقي إلى العالمية، وهذا بشهادة الكثير من النقّاد الذين مازالوا يحيطونه بمراجعاتهم النقدية، مكتشفين الكثير من زوايا أدب محفوظ التي ربما مازالت خفية إلى اليوم.

قدّم الناقد المصري صلاح فضل هذا العام ضمن مشروعه النقدي كتابا بعنوان”أحفاد محفوظ”، والذي قام على عرض مختارات من أعمال أدبية لجيلٍ من الرواة اعتبرهم أحفاد نجيب محفوظ بالتناسل الأدبي، لاختزالهم التجربة التقنية للأديب الكبير الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 1988 وكذا تجربة كبار الكتاب أيضًا. كما يقدم قراءة نقدية لعدد من أعمال “الأحفاد”.

عباءة محفوظ

نحو خمسين كاتبا وكاتبة يُلقي فضل الضوء على عددٍ من أعمالهم (نحو 60 نصًا) وتجربتهم الخاصة بوصفهم أحفاد محفوظ، موضحا “بوسعنا تقسيم القرن الزمني إلى ثلاث حقب متداخلة تحتوي ثلاثة أجيال متخارجة، فمحفوظ مثلًا ولد في أول العقد الثاني 1911 وتدفق إنتاجه بغزارة في عقود منتصف القرن منذ الأربعينات وتلاه جيل الستينات الذي شغل الفضاء الإبداعي في العقود الأخيرة من القرن، أما الجيل الثالث -وهم الأحفاد الذين أعنيهم- فقد بدأوا النشر في التسعينات وتتراوح أعمارهم بين الثلاثين وحتى الخمسينات بالتداخل مع من قبلهم حتى اليوم”.

وعدَّدَ فضل عددًا من الظواهر اللافتة في إبداع “الأحفاد” في مقدمتها مضي هذا الجيل بالرواية العربية إلى آفاق رحبة من التطور والخصوبة والثراء، وحافظ في العموم على الإطار السردي المستوعب للأشكال المستقرة والتقنيات الناضجة، فضلًا عن تفرد البعض من أبناء هذا الجيل بعدد من الكتاب الذين يتقنون في الأغلب لغة أجنبية عالمية، ويترجمون بها ويطلعون عبرها على التيارات الحداثية والتجريبية والطليعية في الرواية.

من بين الظواهر التي بزغت في جيل أحفاد نجيب محفوظ كما يُسميه الناقد، بروز عدد من الشابات الكاتبات اللائي تجاوزن القضايا النسوية التقليدية في كتاباتهن وتقدمن ليحكين قصة العالم من منظورهن وبلغتهن، طامحات إلى أن يشكلن هذه الرؤية بغض النظر عن اختلافهن النوعي بطريقة مساوية ومنافسة ومتكافئة تماما مع منظور الرجال الملتبسين بحالات البطريركية المزمنة. واستوحى صلاح فضل عنوان كتاب “أحفاد محفوظ” من عنوان كتاب الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي عن “أحفاد شوقي”، إذ رأى أن محفوظ ليس بأقل من شوقي في كثرة النسل وخصوبته.

غير أن الفكرة التي طرحها فضل في كتابه كانت موضعًا للجدل، فمن جانبه يرى الناقد الأدبي المصري حسام عقل، أنه لا يجوز وضع كُتاب ومبدعين في موضع التبعية لكاتب آخر حتى لو كان بحجم نجيب محفوظ، قائلًا “إن وضع كاتب أو مجموعة من الكتاب في عباءة كاتب آخر مهما كانت أهميته وحجمه تنقيص من قدرهم وخصم من أرصدتهم”.

ويقول عقل لـ”العرب” إن عنوان كتاب الناقد صلاح فضل “أحفاد محفوظ” هو من جملة العناوين ذات الطابع الإعلامي لكنها “بعيدة كل البعد عن النقد وتحليل الظواهر الأدبية”، مشددًا على أن اعتبار هؤلاء الكتاب أو غيرهم أحفادا لنجيب محفوظ، أي أنهم تابعون له وملتزمون بتجربته، يتضمن بدوره استنقاصا منهم، فالأصل أنهم مطلعون على محفوظ وتجربته الإبداعية وكذلك تجربة كبار الكتاب الآخرين والثيمات المختلفة والتجارب التقنية في بناء الرواية على وجه التأثر العام بأساتذة كبار، ثم يقومون بعد ذلك بإضافة لغتهم الخاصة وتجاربهم.

ومن أبرز الكتاب الذين يستعرض الناقد صلاح فضل في كتابه “أحفاد محفوظ” تجربتهم والبعض من أعمالهم الأدبية: محمد المنسي قنديل وعزالدين شكري وميرال الطحاوي وأشرف العشماوي وناصر عراق ومنصورة عزالدين وبهاء عبدالمجيد وأحمد مراد ومكاوي سعيد وصبحي موسى وعزت القمحاوي، وغيرهم.

ووفق عقل، فإن ربط هذا الجيل بنجيب محفوظ يعتبر استنقاصا لأدوار هذا الجيل الذي تأثر بمحفوظ وبغيره من أبناء جيله، ومن ثم لا يمكن ربط أبناء هذا الجيل بنوعٍ من التبعية لـ”المشروع المحفوظي”، لا سيما أنه بعد وفاة الأديب نجيب محفوظ تعرضت الرواية لموجات من التجريب والتجديد الجذري، معتبرًا ذلك النمط من النقد الذي يصف جيلًا أو مجموعة من الكتاب بأنهم أحفاد لآخرين قد مضى عهده، وأن الجيل الجديد لن يكون سعيدا عندما يتم ربط تجاربه على هذا النحو بمشروع محفوظ.

حقائق العصر

من جهته، يوضح الكاتب المصري زكي سالم صاحب كتاب “نجيب محفوظ: صداقة ممتدة” أنه علينا أن نعترف بحقائق العصر الذي نعيشه، فنحن في زمن “الاستبداد والمجاملات”. ولئن كان هذا واقعنا السياسي، في عالمنا العربي، فإنه امتد إلى مجمل الحياة العامة والخاصة ومنها النقد الأدبي، ومن ثم غـدت هذه المجاملات مجاملات محمودة، فحياتنا الثقافـية تفتقد إلى الكتابات النقدية الموضوعية، أو ما يمكن أن نطلق عليه “النقد العلمي”، ومن ثم من الطبيعي أن ترى تجليات كثيرة لما نسميه “الشللية”، أو “تبادل المصالح”، أو “المجاملات”، أو “مغازلة أنثى”. وهذه مقدمة ضرورية لفهم ما كتبه صلاح فضل، فثمة مجاملة واضـحة، أو مجاملة مـشروعة لأجيال جديدة يطلق عليها “أحفاد محفوظ”، كما سبقه حجازي بتعبير “أحفاد شوقي”.

ويتابع قائلا “لا يغيب عن ناقد كبير وأكاديمي مخضرم الفرق الشاسع بين إبداعات نجيب محفوظ المحـكمة، وكل كتابات من جاء بعده، ومن ثم فالحديث عن تطوير الرواية العربية، والانطلاق بها إلى آفاق أوسع وتجاوز محفوظ، كل هذه مجاملات وأحكام غير مبنية على أسس عميقة. فحين يتحدث فضل عن إجـادة بعض هؤلاء الكتاب للغة أجنبية، وطبعا هذا شيء طيب، فثقافة الكاتب أمر في غاية الأهمية، إذ تنعكس في ما يكتبه، لكن إجادة عدة لغات أجنبية لا تؤدي إلى كتابة روايات عالمية، ولتنظر إلى روايات خيري شلبي الذي لا يجـيد أي لغة أجنبية، ولتبحث في إنتاج هؤلاء الكتاب الجـدد، وتتساءل من منهم كتب روايـة في مستوى رواية ‘وكالة عطية‘”.

ويلفت زكي سالم إلى أن نجيب محفوظ مثله مثل هوميروس والمتنبي ودانتي وديستوفسكي وشكسبير، وغيرهم من كبار المبدعين في تاريخ الإنسانية، إذ تأتي أجيال وأجيال من بعدهم، تتعلم منهم، وتكتب أشعارا وقصصا وروايات، لكن تبقى إبداعات الكبار خالدة على مر الزمن. أما ما يقال من أن ربط مجموعة من الكتاب بتجربة كاتب معين، مهما كان قدره، استنقاص من شأنهم، فهذا كلام لا علاقة له بالنقد الأدبي، لأن الكاتب الحقيقي، شاء أم أبى، هو حلقة في سلسلة من الإبداعات المتتالية، وهذه السلسلة تشمل كل من سبقه من المبدعين، وعليه أن يتعلم منهم، وفي الوقت ذاته يسعى إلى تجاوزهم من خلال تعميق ثقافته، وتطوير فنه.

ويستطرد سالم “إذا انتقلنا للحديث المعاد عن اقتفاء أثر محفوظ، واستنساخ تجربته الإبداعية فهذا تصور في غاية التهافت، إذ أن لكل كاتب أسـلوبه الخاص وتجربته الحياتية وثقافته العامة وموهبته الشخصية، ومن ثم فلا يوجد كاتب حقيقي يقلد آخرين، وأيضا لا يستطيع فعل ذلك حتى لـو أراد، فمن هذا الذي يقدر على كتابة ‘ملحـمة الحرافيش‘؟”.

أما عن التأثر بإبداع نجيب محفوظ، فهذا أمر طبيعي، في رأي سالم، ولا مفر منه، كالتأثر بكل المبدعين الكبار، والتعلم منهم، وأما هؤلاء الكتاب الجدد الذين يزعمون أنهم لم يتأثروا بمحفوظ، أو أنهم لم يقرأوا له حرفا واحدا، فهذا من قبيل العبث كما يقول.

عن موقع جريدة العرب اللندنية


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر



العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
نُشر في 21-05-2016، العدد : 10282، ص(16)
الصفحة : ثقافة
العرب - القاهرة


’أحفاد محفوظ’ كتاب عن التجارب الروائية للجيل الثالث في مصر


الناقد صلاح فضل رسم في مؤلفه صورة تعكس خطوطها العريضة رؤيته إلى مختارات من الأعمال الأدبية لجيل من الرواة جمع بينهم كتاب ’أحفاد محفوظ’.

يحلل الناقد المصري صلاح فضل في كتابه الجديد “أحفاد محفوظ” ما يزيد على 60 عملا روائيا لما يقرب من 50 كاتبا، صدرت أعمالهم خلال السنوات العشر الأخيرة، ليواصل الحلقة الأحدث من مشروع نقدي ضخم سعى به إلى مواكبة الإبداع السردي المتدفق من المحيط إلى الخليج، والذي بدأه سابقا بكتابين هما “أساليب السرد في الرواية العربية”، ثم “سرديات القرن الجديد”.

ولد نجيب محفوظ، الذي يعد النقطة المركزية لهذا الكتاب، أوائل العقد الثاني من القرن العشرين (سنة 1911)، وتدفق إنتاجه بغزارة منذ أربعينات القرن الماضي، وتلاه جيل الستينات الذي شغل الفضاء الإبداعي في العقود الأخيرة من القرن، أما الجيل الثالث -وهم الأحفاد الذين يعنيهم الكتاب- فقد بدأوا النشر في التسعينات وتتراوح أعمارهم آنذاك بين الثلاثين والخمسين عاما.

لقد رسم الناقد في مؤلفه الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، صورة تعكس ملامحها وخطوطها العريضة نظرته ورؤيته إلى مختارات من الأعمال الأدبية لجيل من الرواة، جمع بينهم هذا العمل بعنوان “أحفاد محفوظ”، باعتبارهم أحفاده من التناسل الأدبي لاختزانهم تجربته التقنية وتجربة كبار الكتّاب أيضا.

والكتاب يعدّ إطلالة كاشفة وقراءة نقدية ترصد تجارب متعددة ورؤى متباينة ومدارس شتى، بعضها ينحو إلى الرمزية، وبعضها يجنح للخيال، وثالث هو عمل توثيقي وتاريخي، منها ما يعبر عن تجارب شخصية، ومنها ما يحاكي واقع الحياة الاجتماعية، وما تحفل به من نماذج بشرية متعددة، وما تموج به نفوسهم من تناقضات وصراعات.

يتوقف فضل عند أهم الظواهر اللافتة في إبداع هذا الجيل من أحفاد نجيب محفوظ، ومن الأعمال التي يتناولها الناقد للكاتب الروائي محمد المنسي قنديل “يوم غائم في البر الغربي”، وللكاتب عمار علي حسن “شجرة العابد” و”وردة التحرير”، وللكاتب وجدي الكومي “الموت يشربها سادة” و”خنادق العذراوات”، ورواية “هدوء القتلة” لطارق إمام، و”خمارة المعبد” لبهاء عبدالمجيد، و”كتاب الأمان” لياسر عبدالحافظ وغيرها.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر



جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الخميس 19 مايو / أيار 2016
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
متابعات - القاهرة - راي اليوم


كتاب جديد يكشف عن وجود 50 حفيدًا لـ”نجيب محفوظ ”


كتاب هام ومثير، للناقد الكبير صلاح فضل، جعل له عنوانًا طريفًا هو “أحفاد نجيب محفوظ”، إذ تتبع عبر صفحاته، الشجرة الإبداعية المحفوظية المباركة، بداية من سيرة الجد الأكبر، وعميد العائلة الكاتب الكبير، نجيب محفوظ، الذي ولد أوائل القرن الماضي، وتحديداً العام 1911، فكان أحد المؤسسين الكبار لتيار جديد في السرد العربي، متميزاً بغزارة الإنتاج، تاركاً ارثاً إبداعياً ضخمًا، لايقدر بثمن.

وجاء بعده الأبناء، وهم جيل الستينيات، الذي شغل الفضاء الإبداعي في العقود الأخيرة من القرن الماضي، أما الجيل الثالث الذين يعتبرهم فضل، أحفاد نجيب محفوظ، من التناسل الأدبي، لاختزانهم تجربته التقنية، فقد بدأوا النشر في التسعينيات، وتتراوح أعمارهم بين الثلاثين حتى الخمسين.

ويحلل ويرصد الناقد ، في هذا الكتاب الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، ما يزيد على 60 عملاً روائيًا، تنتسب لنحو 50 كاتبًا، صدرت أعمالهم خلال السنوات العشر الأخيرة، في إطلالة كاشفة وقراءة نقدية، ترصد تجارب متعددة ورؤى متباينة ومدارس شتى، بعضها ينحو للرمزية، وبعضها يجنح للخيال، وثالث عمل توثيقي وتاريخي، منها ما يعبر عن تجارب شخصية، ومنها ما يحاكي واقع الحياة الاجتماعية، وما تحفل به من نماذج بشرية متعددة، حيث وضع أعمال هؤلاء الرواة تحت مجهر النقد الأدبي تاركاً الباب موارباً للقارئ، ليطلق له العنان، لرصد ما بين سطور فكر هؤلاء الأحفاد وميولهم بحسب موقع ارم .

كما يكشف صلاح فضل، أن عنوان الكتاب “أحفاد محفوظ”، استوحاه من كتاب الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، “أحفاد شوقي” قائلاً: “ليس محفوظ بأقل من شوقي في كثرة النسل وخصوبته، ولما كنت قد نشرت من قبل كتابات نظرية عديدة عن مفهوم الأجيال وتحقيبها، أي توزيعها على حقب زمنية، فإن بوسعي تبرير ذلك جيدًا وإقناع الناشر والقارئ أيضًا به.

ويتوقف عند أهم الظواهر اللافتة في إبداع هذا الجيل من أحفاد نجيب محفوظ، ويسجلها في 3 نقاط: أولاً: مضى هذا الجيل بالرواية العربية إلى آفاق رحبة من التطور والخصوبة والثراء، حافظوا في الأغلب الأعم على الإطار السردي المستوعب للأشكال المستقرة والتقنيات الناضجة، وأطلق عليه هنا “الإطار الكلي” بدلاً من التسميات المجحفة مثل التقليدي والكلاسيكي، لأنه لا يقف في صلاحيته عند زمن معين أو مدرسة محدودة مثل الواقعية أو غيرها، وهو متجدد متنوع يتسع لأنواع محدودة من التجريب المحسوب.

ثانيا: تفرد من أبناء هذا الجيل عدد من الكتاب، الذين يتقنون في الأغلب لغة أجنبية عالمية، ويترجمون بها ويطلعون عبرها على التيارات الحداثية والتجريبية والطليعية في الرواية، فاستهواهم النوع الثاني من الإبداع الذي يشبع ما يسمى بـ “جماليات التخالف” أي تلك التي تسعى إلى توظيف تقنيات غير معهودة صادمة لعامة القراء، لكنها مثيرة للتأمل لدى المثقفين، المتخصصين والمستعدين بفطرتهم للتجريب، وفي مقدمة هؤلاء يقف الثلاثي الجميل طارق إمام وأحمد عبدالله وياسر عبدالحافظ، بجرأتهم المدهشة وإنجازاتهم اللافتة.

ثالثا: أما الظاهرة اللافتة الثالثة، فهي بروز عدد من شباب الكاتبات، تجاوزن القضايا النسوية التقليدية في كتاباتهن وتقدمن ليحكين قصة العالم من منظورهن وبلغتهن، طامحات في أن تشكلن هذه الرؤية، بغض النظر عن اختلافهن النوعي بطريقة مساوية ومنافسة ومتكافئة تمامًا، مع منظور الرجال الملتبسين بحلات البطريركية المزمنة، ولعل كتابات منصورة عز الدين ومي خالد وهالة البدري وأمل عفيفي تكون نموذجًا لهذا التيار.

يزخر الكتاب بتحليل نقدي وافٍ لعدد كبير من أعمال أهم أحفاد نجيب محفوظ وهو الكاتب الروائي محمد المنسي قنديل، فيختار من رواياته: “يوم غائم في البر الغربي”، و”أنا عشقت”، و”كتيبة سوداء”، كذلك الكاتب د. عمار علي حسن “شجرة العابد” و”وردة التحرير”، وللكاتب وجدي الكومي “الموت يشربها سادة” و”خنادق العذراوات”، ورواية “هدوء القتلة” لطارق إمام، و”خمارة المعبد” لبهاء عبدالمجيد، و”كتاب الأمان” لياسر عبدالحافظ وغيرهم.

ويواصل الناقد الكبير صلاح فضل بكتابه “أحفاد محفوظ”، مشروعه النقدي الضخم، الذي سعى به إلى مواكبة الإبداع السردي المتدفق من المحيط إلى الخليج، بداية من كتابه عن “أساليب السرد في الرواية العربية”، ثم “سرديات القرن الجديد”.

عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية


من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية :

سياستنا في هذه الصحيفة“رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد


عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)