أحببتك اكثر مما ينبغي، أثير عبد الله النشمي (السعودية)، رواية دار الفارابي - 2014 - 328 صفحة

, بقلم محمد بكري


إيلاف


2016 الإثنين 25 أبريل
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
بهية مارديني


روائية سعودية تكتب الحب والغربة وخيبات الأمل


تبدو الروائية السعودية أثير عبد الله النشمي تكتب رواية أقرب الى انتزاع الحقيقة والعواطف و نثرها على الورق.

انها مواجهة مع النفس والمشاعر والحديث عن الحب الذي لا يمكن الخلاص منه.

“أحببتك اكثر مما ينبغي” رواية الشابة السعودية جمان المبتعثة الى كندا الحالمة الناعمة والتي تعانق أمل العشرينات التي تتحطم بعد لقائها بعبد العزيز الشاب السعودي في الثلاثينيات من عمره حيث تربطها معه علاقة وعاطفة رومانسية من نوع خاص دون الاقتراب من مساحة الجسد وعلاقته الخلافية مع الروح “تظن انني قادرة على ان تترك كل شيء خلفي وان امضي قدما لكنني مازلت معلقة مازلت لتكون على جدارة الضبابي بانتظار ان تنزل سلالم النور الى حيث لا احتسب سلالم تراهني الى حيث لا ادري وتنتشلني من كل هذه اللجة”.

لغة بسيطة سهلة تستحضرها الكاتبة ،التي قالت الرواية عنها، انها تعيش في الرياض ومن مواليد يونيو ١٩٨٤، دون استعراض مع الخوض في التفاصيل كمن يضع قلبه امام المرأة ليتحدث عنه مع بعض الحواريات القليلة باللغة الانكليزية وأحيانا اللهجة العامية الخليجية.
مناجاة عن الفرق بين الحب والعبودية وعندما تذوب المرأة في حب رجل تشعر انه لا يستحقها وبحاول تدميرها بل ويتقصد ذلك قد تشعر يوما انه يحبها كثيرا لكنه غالبا ما يؤذيها بتعددية علاقاته وسفراته الغامضة ورائحة الخيانة تفوح منه فيما هي تستمر وسط لا ارى لا اسمع لا أتكلم الى ان يتزوج اللبنانية ياسمين.

بكيت مرارا وانا اقرأ قهر الحب الذي لا حب بعده و وجع الغربة وألم الفراق وما يعيشه المبتعث في الأعياد والمناسبات والعطل والحنين الى البلد والاهل والعائلة وعدم القدرة على التكيف مع البلد الجديد الذي يدرس فيه وهو ما تطرحه الروائية دون مقاومة او خجل من ضعف او مواجهة الأعماق.

لم اكتب عن رواية منذ زمن لكن جمانة في كندا حرضتني ووالدتها في السعودية وعائلتها الجميلة ، الأب والاخوة ، وصديقتها الكويتية هيفاء التي تعيش معها في منزل واحد وزياد صديق عبد وأكثر شخص ربما يفهمه ينسجون لك خيوط حقيقية تشتبك بك رغم انك تعرف مأساويتها لانه هنا بدل ان يكون الحب فرح وحياة يصبح حزن وموت ، أشخاص تشعر انك تعرفهم وربما في مكان ما ومساحة هنا او هناك يعبرون عنك عندما تتحدث الروائية أثير عن عطر او غوص في النفس البشرية وتساؤلاتها.

كنت أمسك نفسي متلبسة بدموع البطلة في الرواية واشعر انها تخنقني وأحيانا تغسلني" كان بكائي عتبا كان عتبا اكثر من اي شيء اخر كنت اسمع صوت زياد وهيفاء وأصواتا كثيرة أصواتا وكلمات لا افهم معناها ولا تصل ام اشعر الابصدرك بدفئك ضممتني بقوة الى صدرك .. شعرت بانه صدرك على الرغم من انني لم انظر إليك لكن دفئا كهذا لا يمكن ان يكون سوى دفء بيتي “.

النكران والجحود الضعف والقوة الحب و الكراهية المستقبل والوجع ذاته والحزن ذاته والكره ذاته” حاولت استرضاءك بعدها تمسكت بك دست على كرامتي وعلى عقلي وعلى المنطق وحاولت ان ارضيك لكنك كنت تزداد بعدا “.

وكان من السهل على الروائية قراءة المجتمع السعودي الذي قد يقف احيانا عائقا امام قلوب تحترق ليسلب خيارات الشباب ويفقدهم التحكم بقراراتهم لتكون خياراتهم وقرارتهم مرهونة بالعائلة وبما يقوله الناس ربما هي محاولة لرفض الصدام بين اجيال و الوقوف بين الحافات على أمل التغيير او ابقاء شال الأمور الجميلة على الكتف و ترك الازدواجية في العلاقات الانسانية والتفاصيل الحياتية..

هي قراءة سريعة وربما هي اقرب الى دعوة من اجل قراءتها نتشابه كثيرا في الانسانية والحزن والمشاعر والاحلام والتبرير باسم القدر ونحتاج الى ان نتشابه في الصلابة حتى لا أكون حياتنا كلها عزاء مفتوح على مصراعيه من اجل رجل عنوانه” احببتك اكثر مما ينبغي وأحببتني اقل مما استحق ".

عن موقع ايلاف على الإنترنت


ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

الرواية على موقع أبجد

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)