لعبة أور الملكية أقدم لعبة شعبية في الشرق

, بقلم محمد بكري


موقع المعرفة

لعبة أور الملكيةRoyal Game of Ur، وتعرف أيضاً بلعبة المربعات العشرين، هي لعبة قديمة على شكل لوحين، عُثر عليها في معابد أور الملكية في العراق من قبل سير ليونارد وولي في العشرينيات. ترجع اللعبة إلى عصر الأسرة الأولى في أور، قبل 2600 ق.م، مما يجعلها أقدم مثال تم العثور عليه من نوعية لعب الألواح، بالرغم من العثور على ألواح سـِنـِت في المقابر المصرية، والتي تسبقها ب900 سنة. الألواح ذات العشرين مربعاً على طراز لعبة أور كانت تعرف في مصر باسم آسـِب، وعُثر عليها في مقبرة توت عنخ أمون، وفي أماكن أخرى. اكتشاف اللوحة يصف جزئياً لعبة كان يمكن ممارستها مرة أرى بعد 2000 عام، بالرغم من أن اعادة بناء تفاصيل اللعبة كان مختلف بشكل كبير.

إحدى اللوحتين معروضة ضمن مجموعات المتحف البريطاني في لندن.

هذه اللعبة هي واحدة من عدة ألعاب تمارس على الألواح، وذات تخطيط مماثل، عثر عليها ليونارد وولي داخل المقبرة الملكية في أور، بالعراق. وقد تحلل الخشب، ولكن بقيت لنا قطع الصدف والحجر الجيري الأحمر واللازورد المستخدمة لترصيع اللوحة، وظلت في مكانها، حتى أنه يمكن إعادة رسم شكل اللعبة الأصلي. وفي حين أن قِطع هذه اللعبة قد اختفت، فإن بعض مثيلاتها المصنوعة من الصخر الزيتي، والمطعمة بالصدف، قد استخرجت سالمة مع لوحاتها من مدينة أور، حيث كانت اللوحة مجوفة وتحفظ داخلها قِطع اللعب، كما استُخرِج معها عدد من قطع النرد، إما على شكل عصا أو على هيئة مثلث رباعي الأوجه.

تم العثور على أمثلة أخرى من هذه اللعبة، المسماة “لعبة المربعات العشرين”، وهي تعود إلى الفترة الممتدة من حوالي 3000 ق.م. إلى الألفية الميلادية الأولى، وكانت منتشرة على نطاق واسع من مصر وشرق البحر المتوسط إلى الهند. وظل نمط من هذه اللعبة التي سادت في بلاد الرافدين، قيد الاستخدام حتى الأزمنة الحديثة عند الجالية اليهودية بمدينة كوشين، في جنوب الهند...

المزيد على موقع المعرفة



العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
20الإثنين 2018/11/26 - السنة 41 العدد 11181
الصفحة : ثقافة
رانية (العراق)


"أور الملكية" أقدم لعبة شعبية في الشرق تعود للحياة في العراق"


لعبة سباق تتكون من لوح بـ20 مربعا ونجاحها الدولي في العالم القديم يجعلها تحتل نفس مكانة لعبة النرد أو الشطرنج في العالم الحديث.


لعبة الحظ وتحديد المستقبل


على لوح خشبي يحمل زخارف حضارات عدة، يحرك هوشمند موفق قطعة دائرية في مربعات بعد أن يحدد خطواته برمي نرد هرمي الشكل.

هكذا، يسعى هذا الفنان الكردي لإعادة إحياء لعبة كانت الأكثر شعبية في الشرق الأوسط قبل الآلاف من السنين.

يقول هوشمند الذي يعمل في مدينة رانية بمحافظة السليمانية في شمال العراق، “نحن نحاول إحياء لعبة لم يعد يعرفها الناس”.

وظهرت لعبة أور الملكية، قبل خمسة آلاف عام في بلاد ما بين النهرين، وأعيد اكتشاف أول لوح للعبة في العام 1922 خلال عمليات حفر في المقبرة الملكية في موقع مدينة أور السومرية الأثرية في جنوب العراق.

بعد اكتشاف النسخة الأصلية، نُقلت إلى المتحف البريطاني، وقد استغرق الأمر أكثر من ستين عاما لترجمة كتابات على قطعة حجرية تشرح قواعد اللعبة.

هي لعبة سباق تتكون من لوح بـ20 مربعا ويستخدم فيها النرد (زهرة الطاولة) بين لاعبين اثنين، ونجاحها الدولي في العالم القديم يجعلها تحتل نفس مكانة لعبة النرد أو الشطرنج في العالم الحديث.

على طرفي اللوح الخشبي الذي يضم خمسة مربعات بكل منها وريدة زهرية وعيون وحلقات، أما المربعات الخمسة الأخرى فعليها تصاميم مختلفة مكوّنة من خمس نقاط.

وبحسب الوثائق القديمة، تكون ممارسة اللعبة بتسابق لاعبين على تحريك القِطع من طرف اللوحة إلى الطرف الآخر، ولا يضع اللاعب قطعه على اللوحة في بداية اللعبة، إلا بعد حصوله على نتائج معينة من رمي النرد للوصول إلى نقطة النهاية، فقليل من الحظ والتفكير الاستراتيجي، يجعلان للعبة متعة كبيرة عابرة للتاريخ.

ورغم اكتشافها في أرضهم، كانت اللعبة منسية عند العراقيين، ولهذا توصل عالم الآثار البريطاني المحاضر في جامعة رابارين بكردستان العراق آشلي بارلو إلى فكرة إعادة إحياء اللعبة في البلد الذي مزقته سنوات من الحروب الدامية.

وفي هذا السياق، طلب بارلو من هوشمند، تصميم لوح جديد بالاعتماد على أبعاد ومقاييس اللعبة الأصلية التي وجدت في المقابر الأثرية.

يقول بارلو بنبرة المتحدي، “نأمل القول، إن هذه هي أول لعبة أور ملكية تصمم في العراق منذ الآلاف من السنين”.

وعليه، بدأ بارلو بجمع متطوعين يشرح لهم تاريخ اللعبة. وداخل الحرم الجامعي، يشرح لهم قواعدها بالقول، إنها “سباق في الأساس، لإيصال القطع السبع حتى النهاية، قبل أن يهزمك الشخص الآخر”.

وكانت لعبة أور الملكية غزت الهند، إذ إن الأحجار الكريمة التي وجدت في المقبرة هي من اللازورد الأفغاني والعقيق الباكستاني، كما يشير بارلو.


<article4952|cycle|docs=5997,5998,5999,6000>


يقول، إن “اللعبة دليل على عالم معولم بالفعل ومتصل من قبل التجار والحرفيين”، لافتا، إلى أن نسخة مشتقة من اللعبة كانت موجودة حتى وقت قريب بين يهود كوتشي في الهند.

على الموقع الإلكتروني للمتحف البريطاني، يشير الكاتب والفقيه اللغوي وخبير النقوش المسمارية البريطاني إيرفينغ فينكل إلى أن اللعبة لم تكن للتسلية فقط.

ويقول في فيديو مصور، إن “اللعبة كانت تحديا، وفيها رهانات، على مشاريب أو حتى على نساء”، مضيفا، أن “آخرين ممن كانوا يؤمنون بالتنجيم، كانوا متيقنين من أن لها شقا روحانيا، وأن هناك آلهة تتحكم بما يجري على اللوح، وبالتالي هذا يحدد علاقتهم بالمستقبل”. والمستقبل هو ما يسعى العراقيون إلى تحسينه اليوم، بعد سنوات عجاف.

وفي هذا السياق، يوضح طالب اللغة الإنكليزية جوتيار جلال (22 عاما)، أن “علينا فقط النظر إلى حداثة العراقيين القدماء، لأنهم صمموا لعبة مماثلة. يجب أن نقول للناس إننا قادرون على التغيير”.

ويأمل بارلو من خلال إحياء اللعبة أن يتمكن الناس من بناء هوية متّصلة مع الماضي، قائلا، “نريد إعادة تقديم تاريخ بلاد ما بين النهرين، وتعليمه للناس مجددا.. هذا أمر يوحدهم ويجب أن يفخروا به”.

ولتطبيق تلك الفكرة، يجول عالم الآثار البريطاني مع فريقه من المتطوعين في الحدائق العامة في السليمانية، حيث يجلس كبار السن عادة للعب الدومينو أو الطاولة.

يسعى بارلو إلى جعل “لعبة أور الملكية” تحتل طاولات المقاهي للمرة الأولى في العراق، فهل تصمد أمام مرور الزمن؟

“نعم”، يجيب مام رسول، قائلا، “سألعب إذا كان هناك شخص يلعب اللعبة كما كان يفعل أسلافنا”.

ويضيف الرجل المسن، “ليس لدي الكثير لأفعله، يمكنني أن ألعب هذه اللعبة في أي مكان، هي ممتعة. عمرها خمسة آلاف عام، ولكنها جديدة بالنسبة لنا”.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF

عن جريدة العرب اللندنية

العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر



جريدة النهار اللبنانية


جريدة النهار اللبنانية


جريدة النهار اللبنانية
26 تشرين الثاني 2018
العلم والعالم


"لعبة أور الملكية" تعود إلى الحياة بعد قرون في مقابر العراق الأثرية


على لوح خشبي يحمل زخارف حضارات عدة، يحرك هوشمند موفق قطعة دائرية في مربعات بعد أن يحدد خطواته برمي نرد مثلث الشكل. هكذا، يسعى هذا الفنان الكردي لإعادة إحياء لعبة كانت الأكثر شعبية في الشرق الأوسط قبل آلاف السنين.

يقول هوشمند الذي يعمل في مدينة رانية في السليمانية شمال العراق لوكالة “فرانس برس”، “نحن نحاول إحياء لعبة لم يعد يعرفها الناس”.

ظهرت “لعبة أور الملكية” قبل خمسة آلاف عام في بلاد ما بين النهرين، العراق اليوم. وأعيد اكتشاف أول لوح للعبة عام 1922 خلال عمليات حفر في المقبرة الملكية في موقع مدينة أور السومرية الأثرية في جنوب العراق.

بعد اكتشاف النسخة الأصلية، نُقلت إلى المتحف البريطاني، الذي استغرقه الأمر أكثر من ستين عاماً لترجمة كتابات على قطعة حجرية تشرح قواعد اللعبة.

ورغم اكتشافها في أرضهم، كانت اللعبة منسية للعراقيين. ولهذا، توصل عالم الآثار البريطاني المحاضر في جامعة رابارين بكردستان العراق آشلي بارلو إلى فكرة إعادة إحياء اللعبة في البلد الذي مزقته سنوات من الحروب الدامية.

وفي هذا السياق، طلب بارلو من هوشمند، تصميم لوح جديد بالاعتماد على أبعاد ومقاييس اللعبة الأصلية التي وجدت في المقابر الأثرية.

يقول بارلو بنبرة المتحدي: “نأمل القول إن هذه هي أول لعبة أور ملكية تصمم في العراق منذ آلاف السنين”. وعليه، بدأ بارلو بجمع متطوعين يشرح لهم تاريخ اللعبة. وداخل الحرم الجامعي، يشرح لهم قواعدها بالقول إنها “سباق في الأساس، لإيصال القطع السبع حتى النهاية، قبل أن يهزمك الشخص الآخر”.

على طرفي اللوح الخشبي، يتواجه لاعبان آملين بأن يكون النرد الهرمي الشكل حليفهما، للوصول إلى نقطة النهاية. فقليل من الحظ والتفكير الإستراتيجي، يجعل للعبة متعة كبيرة عابرة للتاريخ.

على الموقع الإلكتروني للمتحف البريطاني، يشير الكاتب والفقيه اللغوي وخبير النقوش المسمارية البريطاني إيرفينغ فينكل إلى أن اللعبة لم تكن للتسلية فقط.

ويقول في فيديو مصور إن “اللعبة كانت تحديا، وكان فيها رهانات، على مشاريب أو حتى على نساء”.

أما بارلو، فيأمل من خلال إحياء اللعبة أن يتمكن الناس من بناء هوية متّصلة مع الماضي. ويقول: “نريد إعادة تقديم تاريخ بلاد ما بين النهرين، وتعليمه للناس مجددا. هذا أمر يوحدهم ويجب أن يفخروا به”.

عن موقع جريدة النهار اللبنانية

جريدة النهار اللبنانية

النهار هي صحيفة لبنانية سياسية مستقلّة رائدة. وقد صدر العدد الأوّل في 4 أغسطس/آب 1933 في أربع صفحات. بدأت الصحيفة التي كان عدد موظّفيها خمسة بينهم المؤسّس جبران تويني، مع رأسمال من 50 قطعة ذهبية جُمِعَت من الأصدقاء، وكانت تُوزِّع 500 نسخة فقط. ولاحقاً تولّى ابن جبران، غسان تويني، وحفيده الذي يحمل الاسم نفسه، جبران تويني، رئاسة التحرير والنشر. حالياً تشغل نايلة تويني منصب رئيسة التحرير ورئيسة مجلس الإدارة.


عن صورة المقال

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)