عشاق وشياطين : التاريخ الممنوع للسينما د. ياسر ثابت - دار اكتب في القاهرة - 2019

, بقلم محمد بكري


إيلاف


الجمعة 12 أبريل 2019
إيلاف - أول يومية إليكترونية صدرت من لندن عام 2001
محمد الحمامصي


التاريخ الممنوع للسينما في “عشاق وشياطين”


<article5157|cycle|docs=6206,6209,6210>


“عشاق وشياطين: التاريخ الممنوع للسينما” هو عنوان كتاب جديد ينضم إلى مكتبة السينما باللغة العربية، التي تعاني شحـًا ونقصـًا لا يخفى على القارئ. الكتاب من تأليف د. ياسر ثابت، وصدر عن دار اكتب في القاهرة. ويقدم قراءة للسينما والدراما المصرية من أوجه مختلفة، بروحٍ من التأريخ والنقد، تسعى إلى ردم الفجوة بين العمل الفني والجمهور؛ إذ يرصد نشأة السينما ودور العرض في مصر في فصل بعنوان “سيدة التسلية.. بدايات السينما في مصر”، كما يدرس واقع هذه السينما في السنوات العشر الأخيرة في فصل بعنوان “الأمل في مواجهة الوهم الكبير!”، ويحكي عن تلك العلاقة بين السينما وحكام هذا البلد في “أفلام ناصر.. سينما السادات”، ويتعمق أكثر في تناول نماذج وشخصيات على الشاشة للعشاق الخائبين، ونتكلم عن الأفلام التي أنجبتها صفحة الحوادث في الصحف. ويروي ثابت في كتابه حكاية “نساء خلف الكاميرا”، ويُشرِّح دور سعاد حسني في فيلم “بئر الحرمان”، ويبرز سيرة “تحية كاريوكا.. الأيقونة” ومسيرتها الفنية التي لا تُنسى، بين المرأة القوية الباطشة والأنثى الأكثر ترققـًا ووهنـًا وأثيرية. كما يعيد الاعتبار إلى جيشٍ هائل من ممثلي الأدوار المساعدة أو المساندة في فصل عنوانه “الثانويون هم الأساس”. ويلقي الضوء على ممثل مصري مجهول طرق أبواب السينما العالمية، في “الممثل الغامض.. أحمد بك”. في المقابل، يسرد المؤلف حكاية نجم الكوميديا إسماعيل ياسين في “ضحكة ملك النهايات الحزينة”. ويتطرق أيضـًا إلى “الأفلمة.. والأدب”، ويتحدث عن عقبة الشخصيات والأفلام الدينية في “آلام المسيح في مصر”، ولا ينسى النفاذ إلى عالم الريف وأهله في فصل عنوانه “فلاحون على الهامش”، ويتساءل عن سبب “اختفاء الحرفيين!” ونماذجهم على شاشة السينما المصرية. بالمثل، يتناول الكتاب ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة كما قدمتهم السينما منذ نشأتها وحتى الآن. ويقترب ثابت عبر سطور الكتاب من طريقة تناول السينما المصرية للشيطان والجن، مع تأصيل لفكرة “صفقات فاوست”، التي تقوم على تحقيق الأمنيات مقابل بيع روح المتعاقد للشيطان، في عددٍ من تلك الأفلام أو العلامات السينمائية. أما العلاقة بين كرة القدم والسينما، والدراما بشكل عام فهي محور أحد الفصول الذي يحكي عن سر العلاقة بين اللعبة الشعبية الأولى في العالم. والقالب الكوميدي!.

وفي فصل رصين وموثق، نطالع «السينما.. قرن من السحر» عن هذه الأفلام وهؤلاء الممثلين والممثلات ممن تركوا بصمتهم على ذاكرة القرن العشرين. لم ينس ثابت دور العرض السينمائي التي تراجعت وتقلصت وعانت الإهمال، في “أحزان وسط البلد”، ولا “غراميات النجوم” التي وردت في مذكراتهم، من يوسف وهبي إلى نجيب الريحاني.

رحلة البدايات

يحكي ثابت كيف شهدت القاهرة اعتبارًا من العام 1906 عروض الصور المتحركة لأول مرة، وذلك في المقاهي الفاخرة في وسط المدينة. كان هناك مكانان اشتهرا بتقديم أمسيات عروض الصور المتحركة، وهما: مطعم رستوران “سانتي”، ومقهى “الشانزليزيه” في منطقة الأزبكية . وفي نهاية عام 1906 تأسست داران للسينما مخصصتان لهذا الغرض في الإسكندرية “سينمافون عزيز ودوريس” ودار أخرى في القاهرة “سينماتوغراف اكسلسيور”. وفي ديسمبر 1907 افتتحت أول دار سينما “سينماتوغراف ايربانورا” في العاصمة الإقليمية المنصورة. ووصلت عروض الصور المتحركة إلى صعيد مصر على سبيل المثال مدينة سوهاج في عام 1908 . بدأت محال “عزيز ودوريس” بالإسكندرية في تقديم أول عروض سينمائية ناطقة قصيرة، وقامت نفس المحال بتصوير الاحتفالات الرياضية بمدرسة سانت كاترين عام 1907، وهو أول إلقاء للضوء على الأنشطة الرياضية من جانب سينمائي. ولعددٍ من السنوات كانت عروض الصور المتحركة جزءًا مكملًا لما كان يُعرف بمسرح المنوعات، الذي كان برنامجه يحتوي على التزلج والموسيقى والرقص والمسرحيات القصيرة. كانت الأماكن التي تقصدها الطبقة العليا، مثل فندق “سان استيفانو” في الإسكندرية و"البتي تريانون" في شارع سليمان باشا في القاهرة و"هليوبوليس هاوس" في هليوبوليس، مشهورة بتقديم هذه البرامج في عامي 1909 و1910.

كان هذان العامان نقطة تحول في تطوير دور السينما كأماكن لتزجية وقت الفراغ؛ لأنهما شهدا تأسيس دور سينما جديدة في أماكن أبعد وأكثر شعبية مثل: “سينماتوغراف كولومبي” في حي الظاهر (1909)، و"سينماتوغراف رويال" (1909) و"جراند سينماتوغراف" (1910) في حي شبرا، وسينما “الكلوب المصري” (1910) في حي الحسين. إلا أنه بدأ يظهر نوع من التميز بين دور السينما الدرجة الأولى في وسط المدينة “في الأزبكية وعماد الدين” التي كان معظم روادها من الطبقة العليا، وبين دور السينما من الدرجة الثانية في أحياء الطبقة الوسطى والأحياء الشعبية التي كان يرتادها الناس من الطبقة الوسطى ومن ذوي الخلفيات الاجتماعية الأكثر تواضعـًا. كانت أسعار التذاكر في دور سينما الدرجة الأولى في عام 1908 ونحوها كالتالي: لوج “40 قرشـًا للفرد”، فوتيل"(7 قروش"، صالة للكبار “4 قروش”، صالة للصغار “قرشان”. تضاعف عدد دور السينما في القاهرة والإسكندرية ومدن الأقاليم بسرعة في الفترة من 1917 إلى 1927، ففي عامي 1917 و1918 وحدهما تأسست أربع دور سينما فخمة جديدة في شارع عماد الدين: “سينما لندن” (1917)، و"سينماتوغراف أوبليسك" (1917)، و"سينما بيكاديللي" (1918)،و"سينماتوغراف كوليزيوم" (1918).وأضاف ثابت أن سنة 1927 كانت سنة ذروة أخرى في إنشاء دور السينما في القاهرة ومدن الأقاليم؛ إذ افتتحت في القاهرة أربع دور جديدة: “نيو جاردن” في شارع عماد الدين، وسينما “جروبي” في شارع سليمان باشا، و"جوزي بالاس" و"جومون بالاس". وفي مدن الأقاليم فتحت المزيد من دور السينما أبوابها للجمهور: سينما “باتيناج” في طنطا، وسينما “عدن” في المنصورة، وسينما “أبولون” في ميت غمر، وسينما “بالاس” في المنيا، وفي سنة 1929 افتتحت دور سينما جديدة أيضـًا في السويس وأسيوط ودسوق. ويعد تقديم ترجمة عربية على الأفلام الأجنبية في عام 1912 حدثـًا مهمـًا؛ إذ إنه وسَّع بشكل كبير جمهور المشاهدين للأفلام التي كانت حتى ذلك الحين مقصورة على الأفلام الأجنبية، واستدعى هذا بناء دور سينما كبيرة تستوعب الأعداد الأكبر من المشاهدين في الأحياء الشعبية مثل دار “اجبشيان سينما هاوس (1912) في شارع إبراهيم في الإسكندرية والتي كانت تتسع لـ1200 مشاهد، وسينما”كولوزيوم" (1918) في شارع بولاق بالقاهرة التي كان يمكن أن تستوعب 200 مشاهد. وكشف ثابت أنه في عام 1916 نشرت الصحف المصرية تقارير ومقالات تدعو إلى فرض نوع من الرقابة على برامج «الصور المتحركة» لحذف المشاهد “غير اللائقة” المتصلة بالجريمة والرذيلة . وكانت السينما في مراحلها الأولى محصورة في الأفلام الوثائقية “التسجيلية” القصيرة، ولكن ما لبثت الأفلام الأطول القائمة على أساس الروايات الكلاسيكية أن عُرِضت في دور السينما المصرية، ففي سنة 1910 عرضت أفلام “البؤساء” عن رواية فكتور هوغو، و"كليوباترا" و"كوفاديس" و"غادة الكاميليا".

يعد الفنان محمد كريم أول ممثل سينمائي مصري ظهر عام 1917 في فيلمين قصيرين هما: “شرف البدوي” و"الأزهار المميتة". وفي عام 1919 قدم فوزي الجزايرلي أول فيلم روائي قصير بعنوان “مدام لوريتا”، وتبعه علي الكسار، وأمين صدقي بفيلم “الخالة الأمريكانية” ليكون ثاني فيلم روائي مصري قصير، وبتأسيس “شركة مصر للتمثيل والسينما” عام 1925، أخذت السينما المصرية تقدم العديد من الأفلام بنجوم وفنيين مصريين. بدأ الجيل الأول من الأفلام الصامتة المصرية في عام 1923 بفيلم «في بلاد توت عنخ آمون» ووصل إلى ذروته بفيلم «زينب» عام 1930 المأخوذ عن رواية لمحمد حسين هيكل ومن إنتاج يوسف وهبي وإخراج محمد كرَّيم. من أبرز محطات المرحلة الأولى في سينما اليوم وهي السينما الروائية الطويلة، ظهر فيلما «قبلة في الصحراء» في مايو 1927، تلاه في نوفمبر من نفس العام فيلم «ليلى» إخراج «استيفان روستي». وخلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، وجدنا العديد من المبدعين وصناع السينما الذين قدموا نشاطـًا ملموسـًا في الإسكندرية، عبر استوديوهات أقاموها في المدينة (سيتشيا- ألفيزي أورفانيللي - لاما – توجو مزراحي)، وإلى جانب هذا كانت هناك محاولات لأفراد في نفس المضمار، وهو ما أدى إلى ازدياد في صالات ودور العرض السينمائي، ولم تتوقف حركة الأفلام الوافدة من الخارج؛، لذا تطلب كل ذلك تواجد منظومة إدارية واعية تعمل نحو تنظيم الحركة السينمائية. وهو ما أسفر عن ظهور شركات إنتاج وتوزيع أجنبي- مصري، وهي شركات يمتلكها أفراد أو تجمع لأكثر من فرد، كانت لديهم الأموال وخبرات السوق التجاري لأنهم يعملون في مجالات تجارية وصناعية متنوعة، لكنهم وجدوا في النشاط السينمائي المتزايد فرصة لإضافة أنشطة وأرباح أخرى، إضافة إلى البريق والاهتمام بهذا النشاط الجديد داخل أوساط المجتمع بكافة شرائحه الاجتماعية. وقد تخصصت بعض من هذه الشركات في توزيع أفلام لدول بعينها، وشركات أخرى لأكثر من دولة منها: فلاديمير أندرياس، رياما اليشنسكي، وأندريه صليب، ومنتخبات بهنا فيلم .

استوديو مصر

ورأى ثابت أن الميلاد الحقيقي والطفرة الكبيرة للإنتاج السينمائي المصري، ارتبط بإنشاء وافتتاح “استوديو مصر” في السابع من مارس عام 1935. أنشئ الاستوديو، الذي حمل اسم مصر كبقية مشروعات الاقتصادي الوطني طلعت حرب باشا. جاء برأسمال مصري خالص، كأحد مشروعات شركة “مصر للتمثيل والسينما”، التي أسسها طلعت باشا العام 1925، وكثالث شركات بنك مصر، بعد المطبعة وشركة حلج القطن. آمن طلعت حرب بأن تجديد الاقتصاد في بلد زراعي كمصر لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة، ودعمت بالاستثمار فيها. وكان رجل الاقتصاد الأول في مصر يؤكد دومـًا أهمية السينما وخطورة دورها: «إننا نعمل بقوة واعتقاد في أن السينما صرح عصري للتعليم لا غنى لمصر عن استخدامه في إرشاد سواد الناس». وقال “منذ افتتاحه، شهد هذا الصرح السينمائي الكبير تطورًا كبيرًا في مختلف المجالات الفنية والبشرية والتكنولوجية المتعلقة بصناع السينما، وصناعتها كمجالات الديكور والتصوير والمونتاج، فضلًا عن البلاتوهات المخصصة للتصوير. ففي باكورة أعماله، أنتج”استوديو مصر" فيلمـًا قصيرًا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية. كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث في مصر يتم عرضها قبل بداية أي فيلم. أنتج الاستوديو فيلم “وداد” عام 1936 إخراج فريتز كرامب، وأول فيلم من تمثيل أم كلثوم. نجح الشريط السينمائي بشكل رسَّخ أقدام الفن السابع في مصر، ما شجَّع على إنتاج أفلام جديدة لم تقل في أهميتها عن الفيلم الأول. فكان فيلم “سلامة في خير” 1937، لنجيب الريحاني، وإخراج نيازي مصطفى، وفيلم “لاشين” إخراج فريتز كرامب 1938، ثم فيلم «العزيمة» 1939 من إخراج كمال سليم، كإحدى المحطات المهمة في تلك الفترة. ليس هذا فحسب، بل يُحسب لاستوديو مصر أنه صوَّر استعدادات القصر الملكي لزواج الملك فاروق والملكة فريدة عام 1938، وقدمها إلى دور العرض، لتظل النسخة الوحيدة والفريدة التي وثقت الحدث. هذا إلى جانب أفلام من إنتاج شركات أخرى تم تصويرها في الاستوديو، ومنها “يحيا الحب”، و"دنانير"، و"رصاصة في القلب"، و"أحمر شفايف"، و"قلبي دليلي". وأرسل استوديو مصر بعثات فنية إلى أوروبا لتعلم فنون الإخراج والتصوير والديكور والمونتاج والمكياج، فسافر أحمد بدرخان، وموريس كساب (إخراج)، وحسن مراد، ومحمد عبدالعظيم (تصوير)، وولي الدين سامح (ديكور)، ونيازي مصطفى (مونتاج)، ومصطفى والي (صوت). كما تم تعيين الفنان أحمد سالم مديرًا للاستوديو.

البعثات العائدة

وأشار ثابت إلى أن البعثات الخارجية عادت لتمنح مصر زعامة الفن السابع في المنطقة ليتضاعف عدد الأفلام التي ينتجها الاستوديو بعد الحرب العالمية الثانية من 16 فيلمـًا عام 1944 إلى 67 فيلمـًا عام 1946، كما برزت أسماء في عالم الإخراج ومنها صلاح أبو سيف، وكامل التلمساني، وعز الدين ذو الفقار.. إلخ. وامتد تأثير الاستوديو إلى انتشار دور العرض التي ارتفع عددها من 50 دارًا فقط في عام 1929، إلى نحو 100 دار عرض عام 1944، ثم ارتفع الرقم إلى 315 دارًا في عام 1952. أما عدد الذين يرتادون دور العرض لمشاهدة الأفلام سنويـًا فكان 12 مليونـًا عام 1938، ليصبح 92 مليون فرد عام 1951، علمـًا بأن عدد المصريين لم يتجاوز 22 مليون فرد عام 1952 .

كما ظهرت في ظل استوديو مصر أسماء أدباء في عالم الكتابة للسينما، وفي مقدمتهم الأديب نجيب محفوظ، وكانت أولى مساهماته ككاتب سيناريو فيلم “المنتقم” الذي تعاون من خلاله مع مخرجه صلاح أبو سيف عام 1947، وارتفع عدد دور العرض بمصر ليصل إلى 248 دارًا، كما تخرجت أول دفعة من المعهد العالي للتمثيل، ومن بين خريجيها شكري سرحان، وفريد شوقي، وحمدي غيث، وزهرة العلا. وعاشت مصر انتعاشة سينمائية حقيقية مع تضاعف عدد الأفلام المنتجة التي ارتفعت أرقام أرباحها، ما ساعد على إنشاء أربعة استوديوهات تصوير سينمائي جديدة إلى جانب استوديو مصر. عرف الفيلم المصري طريقه إلى الدول العربية من مشرقها إلى مغربها، ووصلت الأفلام المصرية إلى الهند وباكستان واليونان.

عن موقع ايلاف على الإنترنت

حقوق النشر

ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

تم نقل هذا المقال بناء على ما جاء في الفقرتين 4-2 و4-3 من حقوق الملكية الفكرية المذكورة في شروط الأستخدام على موقع إيلاف :

  • مسموح لك بنسخ أو تنزيل المقالات المنشورة على الموقع من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى بشرط أن تعرض تلك المقالات بنفس تنسيقها وشكلها.
  • يجب وضع رابط للموقع بين عنوان المقالة والفقرة الأولى منها.
  • كما يضاف البيان التالي في نهاية المقالة : ايلاف المحدودة للنشر جميع الحقوق محفوظة ايلاف المحدودة للنشر ترخص باستخدام هذه المقالة. لا يمكن إعادة نشر هذه المقالة دون التوافق مع شروط وبنود شركة ايلاف المحدودة للنشر.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)