عبد الحليم حافظ العندليب الأسمر (1977-1929) - مصر

, بقلم محمد بكري


جريدة القدس العربي


جريدة القدس العربي
السنة السابعة والعشرون - العدد 8432 الثلاثاء 12 نيسان (ابريل) 2015 - 5 رجب 1437هـ
القاهرة ـ «القدس العربي» من كمال القاضي


عبدالحليم حافظ… «عندليب» الظلال الحزينة

حمل شجون جمهوره وخيباتهم


لا يمكن اعتبار عبد الحليم حافظ مطرباً عادياً، كما لا يمكن أيضاً التعامل مع هذا الارتباط العاطفي والإنساني به طوال السنوات الماضية باعتباره مجرد تعلق طبيعي بمطرب امتلك صوتاً متميزاً، حمل أشجان وأحزان الملايين، القضية لها بالطبع أبعاد أخرى لأن حلاوة الصوت وحدها ليست مبرراً لبقائه في الوجدان الجمعي ما يقرب من نصف قرن، فهناك عشرات المطربين والمطربات اشتركوا معه في هذه الميزة ولم يتحقق لهم ما تحقق له سواء في وجودهم أو بعد رحيلهم. إذن كيف يمكن تفسير لغز عبد الحليم؟ لا بد أن نبدأ من البداية، مولد الطفل اليتيم ونشأته وإحساس الحرمان بداخله وانعكاسه على صوته وإكسابه مسحة شجو شديدة التأثير، فضلاً عن تكوينه الضئيل الذي كان داعياً قوياً للتعاطف معه قبل إصابته بالمرض العضال الذي صار بعد ذلك عنواناً له برر به البعض موجات التعاطف الجارف معه منذ بروزه كصوت جديد يتسلل إلى وجدان الملايين ويتلمس الإعجاب.

تلك معطيات الارتباط الشرطي بين حليم وجمهوره من الناحية الموضوعية منذ بدايته، أما الجوانب الأخرى فتتمثل في طبيعة المرحلة التي ظهر فيها والتي واكبت قيام ثورة يوليو/تموز 52 ونشوء نزعات الاستقلال والتحرر وبداية التغير في شكل الأغنية ومضمونها، سواء العاطفية أو الوطنية، بالإضافة إلى تراجع أنماط الموسيقى الشرقية التقليدية بطابعها الكلاسيكي والاتجاه نحو التطوير، وهي البداية التي بادر بها الموسيقار محمد عبد الوهاب تلميذ سيد درويش فخلق مناخاً مختلفاً شجع على ظهور الشاب الصغير عبد الحليم علي إسماعيل شبانة، قبل أن يمنحه حافظ عبد الوهاب اسمه فيصير عبد الحليم حافظ.

بدأ حليم طريقة الفني من كازينوهات الإسكندرية، حيث كان يغني أغاني عبد الوهاب تعبيراً عن إعجابه بها، وتيمناً بالقامة الموسيقية والغنائية الكبرى، وقد لاقى استحساناً منقطع النظير من جمهور الإسكندرية، حيث اعتبروه امتداداً لمطربهم المفضل، لكن العلاقة لم تستمر على هذه الحال، إذ سرعان ما تمرد عشاق عبد الوهاب على الشاب الصغير الحالم حين تخلى عن تقليد موسيقار الأجيال، وحاول تقديم تجربته الشخصية، وكانت قصيدة «لقاء» للشاعر صلاح عبد الصبور التي لحنها له صديقة وزميله في معهد الموسيقى العربية كمال الطويل، لقد رفض الجمهور تماماً تقبل عبد الحليم في غير القالب الوهابي ففسدت العلاقة بينهما!

لم يثن ذلك الفتى الموهوب عن حُلمه وأصر على أن يكون نفسه ومضى نحو غايته يطرق الأبواب ويصعد السُلم درجه تلو الأخرى، وكانت الإذاعة هي الجسر الذي عبر عليه صوته فغنى أولى أغانية «لقاء» ثم كانت رائعة محمد الموجي «صافيني مرة « وبعدها الأغنية الأشهر «على قد الشوق «، ثلاث أغان عاطفية رسمت طريق عبد الحليم وخطواته الأولى.

نعود إلى المناخ الوطني وظلال ثورة يوليو التي أشرنا إليها كخلفية مهمة لظهور ونبوغ المطرب، حيث كان إسهامه الأول متمثلاً في أغنية « ثورتنا المصرية «التي لحنها له رؤوف ذهني كبداية للون وطني استمر في ما بعد، لكن ثمة خصوصية لهذه الأغنية ظلت تميزها عن غيرها، كونها التجربة الأولى في هذا الصدد، وقد حققت الأغنية نجاحاً معقولاً كان مقدمة لأغان كثيرة بعد ذلك حفظها الجمهور عن ظهر قلب وفاقت في ذيوعها وتأثيرها الأغاني العاطفية. غنى العندليب الأسمر أغنية «ذكريات « للشاعر الغنائي أحمد شفيق كامل وتلحين عبد الوهاب، وهي أغنية ملحمية تروي قصة الاحتلال بشكل مبسط وتبرز الفارق الشاسع بين القمع والحرية، وفي السياق ذاته وللشاعر والملحن مجتمعين جاءت أغنية «ذات ليلة « سيراً على النهج، وتوالت الأغاني «حكاية شعب ــ المسؤولية ــ بالأحضان ــ صورة ــ بستان الاشتراكية ــ راية العرب ــ الاستعمار ــ روح الأمة العربية «، وغيرها من الأغاني التي باتت الآن تراثاً فنياً فريداً.

في ظل هذا العطاء المتنوع لعبد الحليم كان ضرورياً أن يحتل مكانة مرموقة ويُقدر التقدير اللائق بموهبته الطاغية المتمددة عبر أزمنة مختلفة، إذ لم يتوقف تأثيره عند مرحلة الستينيات والسبعينيات، بل تجاوز حضوره الفني مراحل تألقه وتاريخ رحيله منذ 30 مارس/آذار عام 1977، وتجدر الإشارة هنا إلى يوم الوداع وما حدث من ردود أفعال هستيرية من جانب محبيه بلغت حد الانتحار، وهي الواقعة التي لفتت الأنظار وشغلت الرأي العام لفترة طويلة ومازالت محل غرابة واندهاش، فالمنتحرة هي «نوال» الفتاة الجامعية التي أحبت مطربها المفضل وعرفته عن قرب ولم تتحمل صدمة فراقه فألقت بنفسها من الشرفة فور سماعها نبأ الوفاة فسقطت صريعة.

على المستوى الجماهيري جاء موت عبد الحليم بعد صراع طويل مع المرض مثيراً للأحزان والأشجان، وعاكساً لحالة حقيقية من الحب والارتباط والفقد الموجع، ولعل جنازته المهيبة التي احتشد فيها الملايين كانت دليلاً دامغاً على ذلك وأظن أن وداع المطرب العاطفي على النحو الأسطوري لم يكن فقط وداعاً لعبد الحليم وحده وإنما كان محض وداع لأشياء كثيرة صاحبت مسيرته ومشواره، أولها الدور الريادي للأغنية المصرية الذي كان ولم يعد، ثانيها القيمة الفنية المتضمنة في كل ما غناه عبد الحليم عاطفياً ووطنياً، وذلك البعد العربي القومي الذي كان حريصاً عليه وهو المثقف بالفطرة، الواعي بدورة وقضاياه والمسؤوليات المنوط به تحملها كشخصية عامة مؤثرة ومهمة.

لقد تخطى عبد الحليم دوره كمطرب بحكم علاقاته المتسعة بالكُتاب والصحافيين والسياسيين من المحيط إلى الخليج، فضلاً عن مكانته المتميزة لدى الرؤساء والملوك والزعماء.. كل هذه كانت مكونات نجاحه ورسوخه كقيمة مضافة إلى موهبته وذكائه ونضجه ودأبه الشديد وحُسن اختياره للكلمة واللحن وتفانيه في ما قدمه وشكّل به وجدان الأمة، فعاش طويلاً في القلوب، بينما مضت حياته القصيرة 48 عاماً كحُلم ممتع عشناه معه وعاشه معنا.

رحل حليم وبقيت الذكرى وبقي الصدى وبقي الصوت يتردد بدون انقطاع حاملاً أجمل الأغاني والألحان منذ الغياب قبل تسعة وثلاثين عاماً وحتى الآن!

عن موقع جريدة القدس العربي الجديد

عن موقع جريدة القدس العربي

المقال في جريدة القدس العربي بالـ pdf


صحيفة القدس العربي هي صحيفة لندنية تأسست عام 1989.



جريدة القدس العربي


جريدة القدس العربي
السنة السابعة والعشرون - العدد 8271 الجمعة 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2015 - 17 محرم 1437هـ
نصير شمه - كاتب وموسيقي عراقي


عبد الحليم حافظ… «العندليب» الذي توزّع فينا ولم يرحل


في بدايات اهتماماتي الموسيقية كنت أحفظ أغاني الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، وأعيد الغناء مرات ومرات، وكنت أجمع صبيات الحي وصبيته لأغني لهم ما حفظت من أغان، وكان أكثر ما يداعب إحساسي بالفرح والنشوة أن أرى دموع الفتيات وهي تتساقط من عيونهن بينما يسمعنني أغني للعندليب الأسمر.

رحلة طويلة من حياتي كان بطلها عبد الحليم حافظ الذي استطاع بأغانيه أن يدخل كل مدينة وكل شارع وكل بيت، اسمه ارتبط باسم نزار قباني، ليس لأنه غنى من أغاني الشاعر الراحل، بل لأن عبد الحليم ونزار كانا معا يشكلان ثنائيا جميلا لعصر الحب. نعم، عصر الحب، ذلك العصر الذي كانت فتياته لا ينمن إلا وتحت وسائدهن قصائد نزار قباني وأغنيات عبد الحليم حافظ.

عبد الحليم صاحب مشروع فني وليس مجرد مغنٍ أحبه الناس على امتداد الوطن العربي، ومشروعه تلخص بأغنية معاصرة كانت تعدّ في حينها نقلة لشكل الأغنية، وما كانت عليه قبله، فقد وجد شكلا جديدا، على الرغم من كونه مؤديا لألحان غيره، لكن رؤيته للشكل الذي يود أداءه قاده إلى اختياراته التي غيّرت مسار الأغنية بالجمل اللحنية والغنائية القصيرة والواضحة، التي يمكن تداولها عبر العامة غناء.

شكّل هذا منعطفا في الأغنية العربية وأصرّ عليه عبد الحليم حافظ حتى أصبح بصمة متميزة في عالم الأغنية، وقاد معه فريق عمل من الشعراء والملحنين يحققون أحلامه ورغباته، يختصمون ويختلفون، ولكن في النتيجة كان العمل يخرج كما يريده هو، كانت لديه القدرة على الوصول باحترام إلى غاياته الفنية، التي أثبتت عبر الزمن أنها كانت مخلصة ومهمة في عمله وللأغنية العربية. اهتمامه بشكل الفرقة الموسيقية ومضمونها وعازفيها وأدواتها، كان استكمالا للشكل الذي حلم به وحققه، ويعود الفضل إليه في انطلاقة الفرقة الماسية وذيوع صيتها ودقتها في تنفيذ الأعمال الفنية الطويلة. امتلك عبد الحليم حافظ ذكاء المثقف فأعانه ذلك على اختياراته للنصوص الشعرية، ولم يتوانَ عن أخذ النصيحة والآراء من جيل من الكتاب والصحافيين الكبار فكان يشعر كل واحد منهم بأنه هو الصديق الأوحد والأقرب والأصدق، فكسبهم بالتالي جميعا وأخذ المشورة الجيدة منهم وأصبحوا يروجون لعمله.

وحرص فناننا على الجودة وعلى الجديد المتميز قاده إلى أساليب اعتبرها البعض مآخذ عليه وعلى شخصيته، ولكن المحب يفعل كل شيء من أجل محبوبته، وعبد الحليم كانت لديه محبوبة وحيدة هي الأغنية الجديدة والمؤثرة والقادرة على أن تعيش طويلا، فهو يعمل وعينه على الحاضر والمستقبل. وبهذا شكّل عبد الحليم حافظ حالة متوهجة مثل نبع دافق بالحب ومؤثر في الجميع. إذا اختلف البعض حول مساحة حنجرته فلن يختلفوا حول تجربته وصدقه حتى في التمثيل.

مطربنا يتبنى الكلمة ويتبنى الجملة اللحنية حتى يشعر المتلقي بأنه خالقها ومبدعها، فتصبح جزءا من ملامحه وجزءا أيضا من ملامح مستمعه، وكل حالة حب كان عبد الحليم يريد طرحها ننسى ما قبلها ونصدق ما جاء فيها، حتى لو كانت تتنافى مع ما سبق من غنائه. فهو المؤدي الحقيقي أو المثال على شكل المؤدي الحقيقي، وبلا شكّ عبد الحليم حافظ ترك إنجازا فنيا فيه الكثير من الجديد ومن الجودة ومن الأعمال النافذة الى القلب والعقل والروح مع الحفاظ على الشكل الفني الذي كان يريده لنفسه وبتصاعد. وقلّ ما نجد مغنيا استطاع أن ينجز لونا فنياً من حنجرته فقط، من دون أن يكون هو الملحن والشاعر.

بحثه عن الكلمة الجديدة والمعنى دفع بالبعض إلى إلغاء شعراء من الوجود والقول إن عبد الحليم هو الذي كان يكتب ولا وجود لفلان أو فلان، إنما هي أسماء لشعراء يتستر خلفها، وليس غريبا بعد كل هذا أن تبقى الجماهير تقتني تسجيلاته وتجتمع عبر الإنترنت في نوادي محبيه وتحيي ذكراه في كل أرجاء الوطن العربي.

كان العندليب الأسمر يصحو معنا كل صباح فندندن أغانيه ونترنم معه بكلمات كانت عندما يغنيها تصبح له وحده، إذ أنه استطاع أن يمنح كل كلمة معنى خالصا يخصه. رحلة كفاح وألم وعذاب، لكنها رحلة حب ونجاحات متكررة وكثيرة تلك التي عاشها العندليب الراحل عبد الحليم حافظ.

دراسته للموسيقى أسهمت كثيرا في تقديم صوته بالطريقة المناسبة، ومعرفته الموسيقية جعلته يستفيد من هذا الصوت حتى أقصى الحدود، فكان كثيرا ما يبدي الآراء في اللحن ليتماشى مع صوته، غنى بإحساس فائق، فأثر بالناس تأثيرا كبيرا، غنى بكل جوارحه، وبكل آلامه فكان الصوت يأتي من عمق الروح لا من الحنجرة فقط، لم يعتمد على موهبته بل عمل عليها صقلا حتى صارت حلاوة صوته هوية تخصه وحده، وعلى الرغم من وجود مطربين كثيرين امتلكوا حلاوة صوت العندليب، إلا أنه نادرا ما امتلكت حنجرة إحساسا مثل إحساسه.

عبد الحليم حافظ نجم حقيقي لذلك لم يأفل ولن يأفل أبدا، هو حيّ في كل واحد فينا طالما نحن أحياء، وما زال صوته المجروح بالألم يأتي إلينا فيحرك مشاعرنا وأحاسيسنا ويحرك نبضات قلوبنا وأرواحنا. منذ «صافيني مرة» أولى أغنيات العندليب الأسمر جاء صوته قريبا من القلب، بل في القلب نفسه، ومنذ أولى أغنياته لم يفترق عن صديق دربه الموسيقار محمد الموجي الذي كان له معه رحلة حياة أكمل قطبها الموسيقار الراحل كمال الطويل.

من أهم المقومات التي قامت عليها شخصية عبد الحليم حافظ أنه كان ينظر صوب الأبعد، لا الآني فقط، كان يرى مستقبله أمامه كأنما يقرأه في كتاب، ومن أجل هذا المستقبل عمل بذكاء وإخلاص فكان على الرغم من مرضه وتعبه وشحوبه يقوم ببروفات متعددة ومتعبة قبل كل حفل، ولا يرتاح أبدا إلا حين يعتلي خشبة المسرح، لا بل بعد ذلك حينما يشعر بنبض الصالة.

مسحة الألم والمعاناة التي طبعت شخصه وصوته جعلته الأقرب إلى الروح، لهذا كان الناس يصدقون كل أغنية غناها، فيتألمون لألمه ويفرحون لفرحه ويعيشون معه كل لحظة من لحظات أغنيته، فقد كان يؤدي بإحساس قل أن تجد له مثيلا، والصدق من أهم العوامل التي طبعت إحساس الناس به. وفي أفلامه كان جمهوره ينتصر له ضد الظلم الذي يقع عليه أو ضد حبيبة هجرته أو حبيبة لم تلتفت إليه، كانت عذاباته تتبنى بواسطة الجمهور فيصبح كل عذاب هو عذاب من يشاهده.
لو توقفنا مع «جبار» سنشعر بأن الكلمة نفسها تفلق الصخر، كأنما تعبر عن جبروت فعلي، تصعد من حنجرته صارخة كأنما تستنجد أهل الأرض كلهم أن يقفوا معه ضد قهر هذا الجبار، ونراه يهبط فجأة إلى حنو فائق حينما يقول «خدعتني رقته». وفي «بلاش عتاب» يعيش معه المستمع أقصى حالات ألم الحب، ويذهب معه في رحلة يستطيع العندليب الأسمر أن يأخذه إليها حتى لو لم تكن حالته النفسية ملائمة لحالة الألم التي يغنيها عبد الحليم. أشرطته كانت تتداول بين الناس مثل كل شيء جميل، وكان يكفي أن يهدي حبيب لحبيبته شريطا من أغاني عبد الحليم حتى تعرف أنه يعلن لها حبه، كان اسمه عنوانا للحب ومازال عنوانه الأكبر.

عاش في زمن الفن الجميل، ولما رحل ترك إرثا كبيرا لا ينضب ولا ينتهي، فمن الأغنية القصيرة والأغنية الخفيفة إلى الأغنية الطويلة وتلك الصعبة، وعلى الرغم من ذلك لا نستطيع أن نقول إن عبد الحليم حافظ امتلك حنجرة عظيمة مثل أم كلثوم أو عبد الوهاب، ولكنه امتلك إحساسا عظيما ضاعف مرات ومرات جماليات صوته وقوة حنجرته.

وأخيرا أقول إن عبد الحليم حافظ منح الجميع الحلم بأن يصبحوا مغنين من خلال طرحه للشكل الجديد في الأغنية.
ولا أظن أن هناك شابا إلاّ وحلم في لحظات أنه هو عبد الحليم، ولا أظن أيضا أن فتاة لم تحلم بأن عبد الحليم كان يغني لها وحدها، فقد توزّع فينا ولم يرحل.

عن موقع جريدة القدس العربي الجديد

عن موقع جريدة القدس العربي

المقال في جريدة القدس العربي بالـ pdf


صحيفة القدس العربي هي صحيفة لندنية تأسست عام 1989.


عن الصورة المرفقة بهذا المقال

عبد الحليم حافظ على ويكيبيديا

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)