تعدد أصوات الراوي في سيناريو الفيلم السينمائي الهيئة المصرية العامة للكتاب - 2018

, بقلم محمد بكري


العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977


جريدة العرب
الجمعة 2018/10/12 - السنة 41 العدد 11136
الصفحة : ثقافة
القاهرة - أحمد مروان


باب الحديد.. طموح للتجريب في فيلم يسبق وعي الجمهور

المؤلفة فدوى ياقوت تؤكد أن السينما المصرية قد استقت أساليبها السردية في بداياتها من الأشكال الفنية المتاحة ذات الطابع السردي الشفوي.

السينما تقوم في أساسها على الصورة

يُعد السارد/ الراوي مكونا أساسيا من مكونات عملية السرد بشكل عام، والسرد السينمائي وبناء الفيلم بشكل خاص، إذ أننا لا يمكننا، بأي حال من الأحوال، تصوّر حكاية دون راو، أو سارد يحكيها.

في كتاب “تعدد أصوات الراوي في سيناريو الفيلم السينمائي” للدكتورة فدوى ياقوت، تؤكد أن الراوي السينمائي يختلف عن السارد السينمائي، في أنه يمكن الاستغناء عنه، إذا لم يكن الفيلم بحاجة إلى وجوده السردي، حيث أن السينما التي تقوم في أساسها على الصورة.

وعلى الرغم من الاختلاف البين بين الراوي في حالة السينما والراوي في حالة الأدب، فإننا لا يسعنا عند البحث في موضوع السرد في السينما، ومحاولة الاقتراب من المفهوم السينمائي للسرد، إلا الرجوع إلى المصطلحات السردية المتعارف عليها في الأدب، حيث أن أغلب الدراسات السينمائية التي قد تتطرق إلى عملية السرد في السينما، لم تتأسس من خلال دراسة الظاهرة السينمائية، بل إنها وفدت على السينما من مجالات سردية أخرى سابقة على السينما مثل الحكاية الشفوية، المسرح، والأسطورة والرواية.

ويؤكد الكتاب أن السينما التي لا يتجاوز عمرها 122 عاما كان عليها أن ترسي قواعدها السردية خلال هذه الفترة القصيرة نسبيا مقارنة بالفنون الأخرى التي سبقتها. هذا الفن الجديد الذي تعلمه مبدعوه ومتلقوه معا، والذي كان عليه أن ينمو ويتطور بالتوازي مع عملية تلقيه، وتبعا للأساليب الفنية والسردية التي يستطيع كل من مبدعيه ومتلقيه استيعابها، كان عليه أن يستقي بشكل بديهي العديد من أساليبه السردية من تلك الفنون السردية التي سبقته، الشفوية منها والمكتوبة. ومن هنا كانت صعوبة البحث في مجال السرد السينمائي دون التطرق إلى تلك النظريات السردية السابقة. لكن هذه القابلية للتطبيق والاستعارة لا تعني بأي حال من الأحوال التطبيق الحرفي دون مراعاة الاختلافات بين السينما وبين تلك الفنون الأخرى، أو ما يسمى باختلاف الوسيط.

ومن وجهة نظر المؤلفة فإن مفهوم تعدد الأصوات في السينما، وإن تشابه في بعض سماته الأولية مع نظيره في حالة الأدب، من حيث أنه يشير إلى “من يتكلمون” أو “من يقومون بعملية الحكي”، فإنه يختلف عنه في حالة السينما، التي هي فن بصري في المقام الأول، حيث يتجاوز دور الصوت مجرد الحكي اللفظي، متحولا إلى وجهة النظر التي نرى الأحداث المحكية من خلالها، حتى أنه يمكن القول إن مفهوم تعدد الأصوات في السينما هو بالأحرى تعدد في وجهات النظر.

ولأن السينما هي فن أدائي في أساسه يقوم على العرض البصري لا على النص المكتوب، ولأن العرض بطبيعة حضوره ينسف النص، فإن المؤلفة تود أن توضح أن المقصود بعنوان الكتاب ليس إخضاع سيناريو الفيلم السينمائي أو النص السينمائي للدراسة، وإنما المقصود هنا هو العرض أو الفيلم الذي اكتمل، وتم عرضه وتلقيه من قبل الجمهور.

وتؤكد الكاتبة أنه رغم أن السينما المصرية قد تتشابه مع السينما الغربية في توظيفها للتقنيات الرئيسية التي تعود إلى كون السينما اختراعا غريبا، فإنها تختلف عنها أحيانا في توظيفها للأساليب السردية، حيث أن السينما المصرية تختلف في جذورها الثقافية التي تنحدر منها تلك الأساليب السردية، ففي حين استقت السينما الغربية أساليبها السردية المبكرة من الأساليب المسرحية، ثم استفادت بعد ذلك من تطور شكل السرد في الرواية، فإن السينما المصرية قد استقت أساليبها السردية في بداياتها من الأشكال الفنية المتاحة ذات الطابع السردي الشفوي، مثل رواية السيرة الشعبية وعروض خيال الظل والقراجوز وصندوق الدنيا.

عن موقع جريدة العرب اللندنية

المقال بالـ PDF

عن جريدة العرب اللندنية

العرب : أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 1977

صحيفة العرب© جميع الحقوق محفوظة

يسمح بالاقتباس شريطة الاشارة الى المصدر



جريدة الحياة


الجمعة 5 أكتوبر 2018
جريدة الحياة
الحياة - ثقافة ومجتمع
القاهرة - سعيد ياسين


تعدد أصوات الراوي في سيناريو الفيلم السينمائي


«تعدد أصوات الراوي فى سيناريو الفيلم السينمائي»...عنوان كتاب صدر أخيراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، لرئيس قسم السيناريو في المعهد العالي للسينما فدوى ياقوت، التي ذكرت في مقدمة الكتاب أن السارد/ الراوي يُعدّ مكوّناً أساسياً من مكونات عملية السرد في شكل عام، والسرد السينمائي وبناء الفيلم في شكل خاص؛ وأكدت أن الراوي السينمائي يختلف عن السارد السينمائي، في أنه يمكن الاستغناء عنه، إذا لم يكن الفيلم بحاجة لوجوده السردي، حيث إن السينما التي تقوم في أساسها على الصورة، يمكنها أحياناً الاستغناء عن حضور الراوي، الذي يعتمد في وجوده في شكل أساسي على السرد اللفظي، في حين لا يمكنها الاستغناء بأي حال من الأحوال عن وجود السارد السينمائي المسؤول عن منحى القص في الفيلم في شكل عام.

واحتوى الكتاب على أربعة فصول، حمل الأول عنوان «الجذور الثقافية والاجتماعية لتقنيات السرد في السينما المصرية»، وتم التعرض فيه للأشكال السردية المختلفة التي توظف أشكال الراوي وتعدد الأصوات، التي سبقت ظهور السينما المصرية، فالسينما المصرية وإن تشابهت مع الغربية في توظيفها للتقنيات الرئيسية، التي تعود إلى كون أن السينما اختراع غربي، فإنها تختلف عنها أحياناً في طرق توظيفها للأساليب السردية، لأنها تختلف في جذورها الثقافية التي تنحدر منها تلك الأساليب السردية، وتعرض أيضاً للمسرح المصري وعلاقته بالسينما المصرية، وشكل السرد ووجهة النظر السردية في بدايات السينما، وكيف تطورت متمردة على وجهة النظر المسرحية الثابتة، والعوامل التي ساهمت في ظهور وجهة النظر السينمائية وأشكال السرد المركب، كذلك شكل السرد ووجهة النظر السينمائية وبذور السرد متعدد الأصوات في السينما المصرية في بداياتها المبكرة. وحمل الثاني عنوان «آليات السرد وتعدد الأصوات بين الأدب والسينما»، وتعرّض للفروق النوعية بين كل من الأدب والسينما، ومصطلحات السرد في السينما، وأساليب الكشف عن هوية الصوت السردي في الفيلم السينمائي، وأهم التصنيفات المتعلقة بأشكال الراوي/السارد ووجهة النظر في السينما.

أما الثالث «أشكال الراوي في السينما المصرية كحالة خاصة»، فتعرّض لأشكال وتجليات السارد/الراوي في السينما في شكل عام، والسينما المصرية في شكل خاص. وانقسم هذا الفصل إلى جزءين، الأول «السرد الخارجي» وتناول الأشكال المختلفة للسارد الذي ليس شخصية في الفيلم، وليس فاعلاً في السرد الذي يحكيه، والذي يمكن أن يأتي على ثلاثة أشكال، هي «العناوين» و «السرد الخارجي بواسطة الصوت الخارجي» و «السرد الخارجي على الشاشة»، والثاني «السرد الداخلي»، وتناول أشكال الراوي/السارد الداخلي، الذي هو شخصية مشاركة في الحكي الذي تحكيه، سواء بوصفه فاعلاً، أو كمن وقع عليه الفعل، وتعرض الفصل الرابع «السرد الدرامي في السينما بين الصوت الواحد وتعدد الأصوات» للسرد الدرامي الذي يتميز بأنه يمكن أن يأتي على شكلين أساسيين، هما السرد الداخلي الدرامي الأحادي، ويتميز بهيمنة موقع الراوي/ البطل، الذى يحكم منطق بنية القص، والذي يمكن أن يأتي على شكلين فرعيين الإطاري والتطوري، والسرد الداخلي الدرامي المتعدد، ويتميز باستخدامه عدداً من الرواة أو الساردين، الذين يمثلون مجموعة من وجهات النظر المختلفة أو المتعارضة، التى تسلط على الأحداث، والذي يمكن أن يأتي على ثلاثة أشكال فرعية، هي السرد الداخلي الدرامي المتعدد التسلسلي، والمتعدد التكراري، والاقتطافي.

وخلصت ياقوت إلى عدد من النتائج، منها أن مفهوم المنظور أو وجهة النظر في الفيلم السينمائي يختلف عنه في حالة الرواية الأدبية، من حيث إن الفيلم لا يسرد عادة من وجهة نظر ثابتة في شكل حرفي، وحتى في حالة تبني الفيلم لوجهة نظر ذاتية، فإن الكاميرا لا تتقيد باللقطات الذاتية، واستحالة الاعتماد في شكل منفصل على أحد عناصر التقنية السردية السينمائية، كزوايا الكاميرا مثلاً، لتحديد هوية السارد أو الراوي في الفيلم، وذلك لأن الفيلم يعتمد على قناتي معلومات متزامنتين سمعية/ بصرية، وأن السينما المصرية ظلت أسيرة المنظور المونولوجي التقليدي، الذي يوظف أشكال السرد الأحادي، الذي يختصر السرد إلى صوت واحد مهيمن، هو الصوت السارد في الفيلم، والذي تراوح ما بين توظيف السارد الموضوعي الخارجي الضمني، وتوظيف الراوي بواسطة الصوت الخارجي بنوعيه الخارجي والداخلي، وإن كانت السينما المصرية تفضل استخدام الراوي بواسطة الصوت الخارجي في حالة السرد الداخلي، وأن السينما المصرية في استخدامها لتعدد الأصوات لم تحاول نقل النموذج المستخدم في السينما الغربية في شكل حرفي، وذلك لأن الفيلم المصري-في الغالب الأعم- لايطرح التعدد الصوتي على طول عملية سرده، وإنما يوظفه لسرد أجزاء بعينها من دون غيرها من الفيلم، وأن الأفلام المصرية التي تقوم بتوظيف السرد المتعدد تختلف عن نظيرتها في السينما الغربية من حيث الهدف، إذ في حين تحاول السينما الغربية عبر عملية السرد المتعدد رسم منظور لا نهائي الوجوه للحقيقة المفترضة، تحاول السينما المصرية محاصرة تلك الحقيقة في وجه واحد، وتطويق مساحات السرد، بهدف سرد حكاية مكتملة التفاصيل، وسد كل الثغرات التي تنشأ عن عملية الحكي المتعدد، والإجابة عن كل الأسئلة التي قد يطرحها السرد.

عن موقع جريدة الحياة

جريدة الحياة

“الحياة” صحيفة يومية سياسية عربية دولية مستقلة. هكذا اختارها مؤسسها كامل مروة منذ صدور عددها الأول في بيروت 28 كانون الثاني (يناير) 1946، (25 صفر 1365هـ). وهو الخط الذي أكده ناشرها مذ عاودت صدورها عام1988.

منذ عهدها الأول كانت “الحياة” سبّاقة في التجديد شكلاً ومضموناً وتجربة مهنية صحافية. وفي تجدّدها الحديث سارعت إلى الأخذ بمستجدات العصر وتقنيات الاتصال. وكرست المزاوجة الفريدة بين نقل الأخبار وكشفها وبين الرأي الحر والرصين. والهاجس دائماً التزام عربي منفتح واندماج في العصر من دون ذوبان.

اختارت “الحياة” لندن مقراً رئيساً، وفيه تستقبل أخبار كل العالم عبر شبكة باهرة من المراسلين، ومنه تنطلق عبر الأقمار الاصطناعية لتطبع في مدن عربية وأجنبية عدة.

تميزت “الحياة” منذ عودتها إلى الصدور في تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتنوع والتخصّص. ففي عصر انفجار المعلومات لم يعد المفهوم التقليدي للعمل الصحافي راوياً لظمأ قارئ متطلب، ولم يعد القبول بالقليل والعام كافياً للتجاوب مع قارئ زمن الفضائيات والإنترنت. ولأن الوقت أصبح أكثر قيمة وأسرع وتيرة، تأقلمت “الحياة” وكتابها ومراسلوها مع النمط الجديد. فصارت أخبارها أكثر مباشرة ومواضيعها أقصر وأقرب إلى التناول، وكان شكل “الحياة” رشيقاً مذ خرجت بحلتها الجديدة.

باختصار، تقدم “الحياة” نموذجاً عصرياً للصحافة المكتوبة، أنيقاً لكنه في متناول الجميع. هو زوّادة النخبة في مراكز القرار والمكاتب والدواوين والبيوت، لكنه رفيق الجميع نساء ورجالاً وشباباً، فكل واحد يجد فيه ما يمكن أن يفيد أو يعبّر عن رأيٍ أو شعورٍ أو يتوقع توجهات.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)