بليغ ..عبقري النغم للكاتب أبوالحسن الجمال قطاع الثقافة بأخبار اليوم - 2018

, بقلم محمد بكري


جريدة رأي اليوم الإلكترونية


الأربعاء 10 أكتوبر 2018
جريدة رأي اليوم الإلكترونية
ثقافة - راي اليوم


“بليغ .. عبقري النغم”.. جديد الكاتب أبو الحسن الجمال


صدر مؤخراً عن قطاع الثقافة بأخبار اليوم كتاب “بليغ ..عبقري النغم” للكاتب المؤرخ أبو الحسن الجمال، ويتناول فيه قصة حياة هذا المؤرخ العبقري الذي اثرى حياتنا الفنية الموسيقية بالمئات من الألحان الخالدة ..كانت الموسيقى هي حياته وقد تمكنت من نفسه وحياته فأصبحت حياته لحن ممتدا عاش معه حتى نهاية هذه الحياة .. أعطي رغم المحن والآلام التي تعرض لها..

يتكون هذا الكتاب من عشرة فصول: تناول المؤلف في الفصل الأول “حياته ونشأته”.. فقد ولد في القاهرة في 7 أكتوبر 1932، لأب يعمل أستاذا للفيزياء في المدارس الثانوية ثم عمل موجهاً بوزارة المعارف إلى توفاه الله سنة 1946، وقد عشق بليغ الموسيقي منذ صغره، حيث كان ينصت لأصدقاء والده من الموسيقيين الكبار مثل الشيخ درويش الحريري ومحمد القصبجي وزكريا أحمد الذين كانوا يترددون على منزله ويتجاذبون الحديث في شئون الموسيقى الغناء والمسرح الغنائي، وقد حصل بليغ على الشهادة الابتدائية ثم الثانوية، وفي المدرسة الثانوية تعرف على أصدقائه الذين كانوا نواة لفرقة “ساعة لقلبك” التي عمل فيها بليغ مطرباً إلا أن التقى بالأستاذ محمد حسن الشجاعي، مستشار الموسيقى والغناء بالإذاعة المصرية الذي أقنعه بالعمل ملحناً، لأنه خلق ليكون ملحناً…

وفي الفصل الثاني الذي جاء تحت عنوان “بليغ ومطربو عصره” تناول المؤلف رحلة بليغ مع رموز الغناء في مصر والعالم العربي، والحقيقة أنه لم يترك مطرباً في مصر والعالم العربي إلا وقد لحن له أعظم أغنياته.. كان مملكته مقصداً كل مطرب يريد أن يأخذ صكاً بالصعود إلى المجد في عالم الموسيقى والغناء.. فقد لحن لأم كلثوم أعظم الألحان التي بدأت مع أغنية “حب إيه”، ثم “أنساك”، وبعيد عنك”، و”ألف ليلة وكل يوم”، و”سيرة الحب”، و”فات الميعاد”، واستمر في التلحين حتى كانت آخر أعماله لها “حكم علينا الهوى”، ولم تقدمها في حفلة على المسرح لمرضها ووفاتها …ثم تحدث عن أعماله لعبدالحليم حافظ ، التي بدأت مع لحن مازال يحتفظ ببريقه وهو “تخونوه، ثم لحن له أغان “خايف مرة أحب”، و”خسارة خسارة”، مروراً بالأغاني الطويلة مثل “موعود”، و”زي الهوا”، وأي دمعة حزن لا”، “حاول تفتكرني”، وكانت الخاتمة أغنية “حبيبتي من تكون”..ثم تحدث المؤلف عن ألحانه للمطربة وردة التي عشق صوتها قبل أن يراها حيث أحضر له عازف الكمان “أنور منسي أسطوانة لها تغني فيها أغنية “يا ظالمني” لأم كلثوم ثم كانت المحطة الأولي في ألحان فيلم “ألمظ وعبده الحامولي”، حيث لحن لها أغنية “يا نخلتين في العلالي”، وفجأة اختفت وسافرت إلى بلادها الجزائر وتزوجت أحد السياسيين وأنجبت، والتقاها بليغ مرة أخرى بعد عشر سنوات في مسقط رأسها الجزائر، وكانت المناسبة العيد القومي العاشر لتحرير الجزائر سنة 1972، ثم تجدد الود وأقنعها بالمجيء إلى مصر، ووافقت وضحت في سبيل هذا بكل شيء، وقدمت أغنية “والله زمان يا مصر” مرورا بالأغاني العاطفية والوطنية والاجتماعية وأغاني الأطفال ..ثم تناول المؤلف بعد ذلك رحلة بليغ مع أعلام الغناء الآخرين من أمثال: شادية، ونجاة، وفايزة أحمد، وصباح، ومحمد رشدي، ومحرم فؤاد، ووديع الصافي، وغيرهم…

وفي الفصل الثالث الذي جاء تحت عنوان “ثنائيات ناجحة ووجوه غنائية جديدة” تحدث المؤلف عن الوجوه الغنائية التي دعمها بليغ وساهم في اكتشافها والدفع بهم بشدة إلى خارطة الغناء العربي.. فاشتهروا وذاعت أعمالهم، وحققوا شهرة ذائعة من أمثال: عفاف راضي، وعلى الحجار، وسميرة سعيد، وهاني شاكر، وميادة الحناوي، وعزيزة جلال، وذكرى، ونادية مصطفى، ولطيفة…

وكون بليغ ثنائيات شهيرة مع عدد من الشعراء وكتّاب الأغنية، ومن أشهرها كان مع: محمد حمزة، وعبدالرحمن الأبنودي، وعبدالوهاب محمد، وحسين السيد، ومرسي جميل عزيز، وعبدالرحيم منصور، وسيد مرسي، ومحسن الخياط، وإبراهيم موسى، وإسماعيل الحبروك، ومجدي نجيب…

وفي الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان “وطنيات بليغ حمدي” حيث كان بليغ فارس الأغنية بلا منازع، وقد أدرك العديد من المناسبات والأحداث الوطنية، وفرح مع أفراح مصر وحزن عندما حدثت نكسة 1967، ولم يستسلم وأعلن حالة الطوارئ، وكون مع عدد من المطربين والملحنين كتيبة أدت أعظم الكلمات والألحان منها أغاني موال النهار، وفدائي، وفي حرب أكتوبر كان أول من يدخل الإذاعة وقدم ألحانا رائعة منها: بسم الله، وعلى الربابة باغني، وخطوة واحدة، عاش اللي قال، ويا قمر خدني لحبيبي ..وغيرها من الألحان الذي لم تغادر وجدان الشعب …

أما الفصل الخامس الذي جاء تحت عنوان “بليغ والفولكلور” فمما يحمد لبليغ أنه بعث الفولكلور المصري والعربي، وقدمه في أطار عصري مبهر، وساعده في هذا وجود مطربين نجحوا إلى أقصى حد في تقديم هذا الفن منهم :عبدالحليم حافظ، وشادية، ومحمد رشدي، ومحمد العزبي ..تناول المؤلف تجربة بليغ مع هؤلاء في هذا المجال…

وفي الفصل السادس والذي جاء تحت عنوان “بليغ والأوبريت والمسرح الغنائي” فقد كان حلم بليغ بعث المسرح الغنائي الذي ازدهر في مصر في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. . وقد حاول بليغ أن يبعث المسرح الغنائي بأي طريقة وحاول مراراً، وأعجب كثيراً بفنان الشعب سيد درويش الذي ذود الفرق الغنائية بألحانه التعبيرية المتنوعة والتي تفيض قوة وطرباً وصدقاً وذلك قرابة ست سنوات من عمره القصير الحافل بأعظم الأعمال، وكانت لبليغ تجارب في هذا المجال منها: أوبريت “جميلة” لكامل الشناوي، وثاني هذه الأعمال أوبريت “مهر العروسة” التي قدمها عام 1963، وهو من تأليف الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسي، عن تأميم قناة السويس، ثم لحن أوبريت “تمر حنة” الذي كتبه وصاغ أغانيه عبدالرحيم منصور، وأسند بطولته للمطربة “وردة” زوجته، كما قدم الموسيقى والألحان لأوبريت “ياسين ولدى” من بطولة الفنانة الكبيرة “عفاف راضى”، أما أخر عمل مسرحي قام بتلحينه فهو أغاني مسرحية “ريا وسكينة” التي قامت ببطولتها شادية، وسهير البابلى.

أما في الفصل السابع فقد جاء تحت عنوان “التنافس مع الآخرين” وهذا سمة كل مجال أن يظهر التنافس مع أرباب الحرفة الواحدة، وجاء عصر سيطر فيه بليغ على خارطة الموسيقى والغناء.. الكل يريده ويحج إليه من كل البقاع، وسماه زملائه “الاستعمار الجديد” ..كان يعمل ليل نهار وقدم الأغاني الناجحة والمبهرة الذي ذاع صيتها في الشرق والغرب … مما أثر بالسلب على زملائه فأصبحوا تقريباً بلا عمل، والذنب هنا ليس لبليغ، ولكن لنشاطه الحيوي وألحانه المتدفقة.. فكل زملائه بلا استثناء كان يأتي عليهم فترات ويجف نبع معينهم الموسيقي، ويحيون فترات كساد، كانت قريحتهم الموسيقية تخاصمهم …وفي هذا الفصل تناول المؤلف خلافاته مع عديد من نجوم التلحين والغناء ومنها خلافه الشهير مع الموسيقار محمد الموجي..

وفي الفصل الثامن تناول المؤلف “الحب في حياة بليغ” وأشهرها قصة الحب الوحيدة في حياته لوردة الجزائرية كما ناقش مع أشير من إشاعات حول قصص الحب مع نجوم آخرين…كما تحدث في هذا الفصل عن علاقته بأعلام العصر وتلحينه للأطفال ..ومواقف وطرائف في حياة بليغ ..
وفي الفصل التاسع تحدث المؤلف عن “المحنة والغربة” وقصة مقتل المطربة المغربية سمير سميرة مليان واتهام بليغ بمقتلها وهروبه خارج مصر وهذه المحنة هي النقطة النهاية في حياة بليغ والتي قضت عليه وسببت له الآلام والمرض الذي تمكن من جسده ثم يعود ليثبت براءته ويعيش بليغ بعدها بضع سنوات يصارع المرض اللعين حتى انتصر عليه في النهاية وهو بعيد عن مصر في إحدى مستشفيات باريس وذلك يوم 12 سبتمبر 1993.

وفي الفصل العاشر تحدث المؤلف عن بليغ حمدي مؤلفاً للأغاني، وقدم العشرات في هذا المجال وخصوصاً عن تغرب عن مصر في منتصف الثمانينات …ثم ختم المؤلف كتابه بأقوال أعلام عصره في بليغ حمدي الذي وصفه العندليب بأنه أمل مصر في الموسيقى…

فهذا الكتاب ثاني عمل عن الموسيقار بليغ بعد كتاب الكاتب أيمن الحكيم وإن كان الحكيم قد اعتمد على مذكراته وأوراقه التي حصل عليها من ورثته ودونها كما في كتابه وقد استفاد المؤلف منها واستفاد أيضا من اتصالاته بمن عاصر بليغ مثل الكاتب الصحفي المرحوم عبدالنور خليل الذي صادق بليغ منذ زمالته له في المدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا، وكتب عنه فصول في جريدة السياسة الكويتية بعنوان “بليغ حمدي في المنفى”، وكذلك اتصاله بالشقيق الأكبر لبليغ حمدي د.مرسي سعد الدين الرئيس الأسبق لهيئة الاستعلامات ومؤلفات أخرى وصحف وفيديوهات…

عن موقع جريدة رأي اليوم الإلكترونية

من تقديم مؤسس ورئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية

سياستنا في هذه الصحيفة “رأي اليوم”، ان نكون مستقلين في زمن الاستقطابات الصحافية والاعلامية الصاخب، واول عناوين هذا الاستقلال هو تقليص المصاريف والنفقات، والتمسك بالمهنية العالية، والوقوف على مسافة واحدة من الجميع بقدر الامكان، والانحياز الى القارئ فقط واملاءاته، فنحن في منطقة ملتهبة، تخرج من حرب لتقع في اخرى، في ظل خطف لثورات الامل في التغيير الديمقراطي من قبل ثورات مضادة اعادت عقارب الساعة الى الوراء للأسف.

اخترنا اسم الصحيفة الذي يركز على “الرأي” ليس “تقليلا” من اهمية الخبر، وانما تعزيز له، ففي ظل الاحداث المتسارعة، وتصاعد عمليات التضليل والخداع من قبل مؤسسات عربية وعالمية جبارة تجسد قوى وامبراطوريات اعلامية كبرى، تبرخ على ميزانيات بمليارات الدولارات، رأينا ان هذه المرحلة تتطلب تركيزا اكبر على الرأي المستقل والتحليل المتعمق، وتسمية الامور باسمائها دون خوف.

لقراءة المزيد

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)