مقال صحفي

المسرح اللبناني الحديث في محطات أربع Article de presse

, بقلم محمد بكري

الأحد، 03 أبريل 2011
بيروت - جاد الحاج
جريدة الحياة

جريدة الحياة

بدأ مسرح « الشمس » في بيروت أخيراً سلسة لقاءات مع مخرجين مسرحيين تركوا بصمات ريادية على الحركة الدرامية اللبنانية في ستينات القرن الفائت : أنطوان ولطيفة ملتقى، منير أبو دبس، يعقوب الشدراوي وريمون جبارة للسنة الراهنة، ويكمل المشوار مع آخرين السنة المقبلة ممن كانوا « صاغة » العصر الذهبي للمسرح في لبنان والعالم العربي.


أنطوان ولطيفة ملتقى

كان أنطوان ملتقى المولود عام 1933 أستاذ فلسفة ورياضيات وزميل دراسة ثانوية مع منير أبو دبس في مدرسة الحكمة، وعام 1959 التقيا في أحد مقاهي ساحة البرج في بيروت. أنطوان في مطلع اهتمامه الجدي بالمسرح ومنير عائد من باريس حيث درس التصوير والرسم واشتعل في التلفزة. في البداية عملا معاً للتلفزيون اللبناني الناشىء حديثاً، والغريب في حكايتهما التي آلت إلى انفصال بعد سنتين على ذلك اللقاء أنهما شرعا النشاط المسرحي بتقديم « مكبث » المسرحية المعروفة بجلب النحس على كل من « يقترفها »... ذلك ان لعنة ساحرات « مكبث » طالما تركت آثاراً سلبية على كل من شارك فيها حتى بات التطيّر منها سيرة معروفة، خصوصاً في المسرح الإنكليزي. غير ان النحس الذي أدى إلى انفصال رائدي المسرح في لبنان لم يكن فألاً سيئاً على المدى الطويل. بالعكس، إذ نتج من اختلاف الرؤية بينهما تنافس نوعي دام قرابة حقبة أفرزت حركة مسرحية طليعية لم يكن ما يشابهها في العالم العربي آنذاك. عشرات الممثلين والممثلات لمعوا في تلك الحقبة وتشكل للمسرح جمهور وأرضية متقدمة على مختلف الصعد، أهمها نقل المسرح من مفهوم التشخيص العشوائي والبدائي إلى الحيز الثقافي المهني.

كان الخلاف بين أبو دبس وملتقى منهجياً بالدرجة الأولى : أبو دبس يهيئ الممثل ليكون وعاء يسكب فيه رؤيته الفنية والإخراجية، مهمة الممثل عنده أن يكون جاهزاً للذوبان في بوتقة الحدث المسرحي. ويقول : « ينبغي وبصورة أساسية أن لا يعرض الممثل نفسه للجمهور أو أن يطرح أمامهم أهواءه، فالتمثيل ليس فعل إثبات شخصياً، لكنه إنكار للشخص ». أما ملتقى فيعتبر أن دوره كمخرج يكمن في مساعدة الممثل كفنان على بلوغ أقصى إمكاناته: « دوري هو العمل على تفجير الطاقات اللاوعية للممثل، ولا عجب أن يتجاوزني في وقت من الأوقات وأن يدهشني من دون أن يعني ذلك تشتيت فكرتي العامة كمخرج ».

افترق الرائدان على هذا التناقض، فأكمل أبو دبس طريقه مع فرقة المسرح الحديث برعاية وتمويل لجنة مهرجانات بعلبك، وأسس أنطوان ولطيفة حلقة المسرح اللبناني. وكما كان اللقاء الأول حول « مكبث »، جاءت البدايتان المستقلتان حولها أيضاً، ففي صيف 1962 قدمها أبو دبس على مسرح قلعة جبيل، وفي الخريف عرضها ملتقى على مسرح راشانا، قرية الأخوة بصبوص، حيث تأسست تظاهرة صيفية للمسرح الإختباري أطلقتها لاحقاً حلقة المسرح اللبناني واستقدمت لإحيائها فرقاً عالمية.

عام 1964 انعطف أنطوان ولطيفة ملتقى نحو المسرح الملتزم بقضايا اجتماعية وسياسية. في تلك الفترة راج المسرح الإيديولوجي والنضالي ولم يعد بالإمكان تجاهل حالة المخاض العامة السائدة في المنطقة العربية. صحيح أن حلقة المسرح اللبناني لم تنجرف نحو المباشرة الفجة ما حوّل بعض المسارح إلى منابر خطابية، بل أخذت من التراث العالمي ما يتناسب والمجتمع اللبناني فقدمت مثلاً « عرس الدم » لغارسيا لوركا في فضاء مسرحي مفتوح على تلة سيدة الحصن في إهدن. ويعتقد معظم الذين رافقوا نهوض الحركة المسرحية في لبنان ان « عرس الدم » كانت حجر زاوية نسبة إلى تحرير الخشبة التقليدية من حدودها واستعمال الفضاء الطلق بصورة خلاقة. لاحقاً إنغمس أنطوان ولطيفة في الرسالة الاجتماعية للمسرح من منظور نقدي، أخلاقي وفلسفي. وتحول محترف الحلقة إلى أسرة حقيقية شرّعت أبواب مسرح الأشرفية على ضيوف أتوا من كل حدب وصوب، فما لبث هذا النشاط أن ولد « تجمع المسرح المعاصر » الذي ضم المخرج الأرمني بيرج فازيلان والمصور المتحول مخرجاً بالفرنسية جلال خوري وغيرهما. وفي المئوية الرابعة لولادة وليم شكسبير أخرج أنطوان ملتقى مسرحية ريتشارد الثالث وقدمها على مسرح كازينو لبنان فكانت تمهيداً بارعاً لظهور ريمون جبارة ممثلاً لافتاً ومخرجاً مميزاً في السنوات اللاحقة.

اشتهر أنطوان ولطيفة ملتقى بميلهما القوي إلى التواصل مع المحيطين المتوسطي والعربي، ولطالما رأيا في التفاعل الثقافي باباً لتوليد دينامية طليعية ومنتجة. تعاونا مع قطاع واسع من الفنانين والكتاب، أقاما ندوات حول التأليف والترجمة والاقتباس، شاركا في المؤتمر العربي للمسرح الحديث في تونس، وفي مهرجانات عربية وعالمية. وعام 1965 تحقق حلمهما بافتتاح معهد للمسرح في كلية الفنون الجميلة ضمن الجامعة اللبنانية. مع ورشة التدريس والتأسيس ولدت لديهما تجربة المسرح الإختباري وباكورتها مسرحية « ضاعت الطاسة »، عربها إدوار أمين البستاني عن مسرحية لكليست فعرفت إقبالاً غير متوقع من الجمهور وجالت على القرى والبلدات اللبنانية في موسم الصيف. والواقع أن « ضاعت الطاسة » كانت بداية تأكيد توجه لطيفة ملتقى نحو الكوميديا. في « يوم تاريخي من حياة العالم الكبير يو » التي كتبها بريشت بناء على حكايات صينية واستلهمتها وكتبت لطيفة نصها العربي عام 1971 ضمن تجارب المسرح الإختباري، لجأت إلى الخيال أكثر من أي وقت آخر: « كان الخيال غذائي الوحيد لتوليد نص مستعار من ثقافتين متباعدتين. ثم جاء العمل على تأهيل الممثلين فاعتمدت الهاثا يوغا كتمرين أولي لتمكين الممثلين من الدخول إلى عالم بعيد مهمتهم تقريبه إلى أقصى حد من الجمهور اللبناني ».

جاءت لطيفة إلى المسرح من مهنة المحاماة واشتهرت وراء الكواليس بمتانة إدارتها ودقتها في توجيه ومتابعة الممثلين. غير أن ميلها إلى اللعب والطرافة استمر بالظهور جلياً في مسرحية « الكوخ المسحور » التي اقتبسها شكيب خوري عام 1974. في تلك المسرحية تجاوزت لطيفة ملتقى ظهورها الدرامي في دور الليدي ماكبث إلى موهبة مفاجئة في اللهو والإضحاك والتخيل والملعنة الطفولية. وبعدما استتب الوضع الجامعي واتخذت المغامرة المسرحية منحى عملياً اختارت لطيفة الكوميديا بثقة وجسارة.

استمرت ورشة آل ملتقى حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي حين بدأت الحرب الأهلية في لبنان. ولا نبالغ في القول إن حصاد تلك المرحلة كان وافراً وغنياً ببذور واعدة سرعان ما أينعت عدداً لا بأس به من المخرجين والممثلين الممتازين. لذا لم يخطئ مسرح « الشمس » في اعتبار أنطوان ولطيفة ملتقى بداية المشروع المسرحي اللبناني فكانت أولى ندواته عنهما وبحضورهما.

منير أبو دبس

في موازاة الكلية الجامعية تعاون منير أبو دبس مع لجنة مهرجانات بعلبك لإنشاء « معهد التمثيل الحديث » وكان ذلك أول مطلب له حين سألته اللجنة عما يريد كي يبقى في لبنان، فقال أريد تأسيس مدرسة. ويعود شغف أبو دبس بالمسرح إلى فضوله المبكر بالطقوس القروية والعادات الاحتفالية كالمسيرات الجنائزية والأعراس، حتى انه كان في العاشرة من عمره حين نزل إلى بيروت لوحده، في قريته الفريكة، ليشاهد تنفيذ الإعدام شنقاً بأحد المجرمين. وتأثر أبو دبس بمسرح الحكواتي القروي الذي تنشر ستائره على قناطر الساحة، بل ان تلك الستائر طالما أوحت إليه بعوالم ومخاوف ومشاهد اختزنها لاوعيه من دون أن يدري أن مستقبله سيدور حول فتح الستائر وإغلاقها.

انطلق أبو دبس من مفاهيم أوروبية تتعلّق بـ « علوم » الفن المسرحي، وبذل جهوداً حثيثة لبث الروحانيات الشرقية في تلك المفاهيم، خصوصاً الحديثة منها، أي انطلاقاً من تراجع المسرح الكلاسيكي وظهور النظريات المنبثقة من تداخل علم النفس والمناحي التأملية والفلسفية لدى ستانسلافسكي وغوردن كريغ، ولاحقاً انتونان آرتو وغروتوفسكي.

وضع أبو دبس منهجاً شبه لاهوتي للمعهد الذي أسسه فلم يكن مثلاً، يلتقي بالممثلين والتلاميذ، خارج نطاق العمل المسرحي : لا أحد يبدي رأيه بزميله، كل سؤال يطرح يجاب عنه في اليوم التالي، لا نتحدث عن العمل خارج ساعات الدرس والتدريب، ولا أحد يتكلم عن مجريات الأمور في المعهد، شخصية أم حرفية، ولا يسمح للطالب الجديد بالصعود إلى الخشبة، بل يترك منسياً في مكانه الصامت طوال شهور... وتضمنت دروس المسرح تاريخه منذ الإغريق حتى اليوم، وتاريخ فن الإخراج ومدارسه، وتاريخ الفن في صورة عامة. أما التمارين فاستمدها من أسلوب ستانسلافسكي في استنفار المخيلة وإرساء الحضور في الفضاء وتوصيل الصوت ووعي إيقاعه، يضاف إلى ذلك تمارين التنفس اليوغي والباليه.

واللافت هنا ان طلائع تلاميذ المعهد مثل انطوان كرباج وميشال نبعة ونبيل معماري، ولاحقاً منير معاصري وريمون جبارة تسلموا مهمات تدريبية في كلية المسرح في الجامعة اللبنانية التي رأسها أنطوان ملتقى حتى بداية الحرب سنة 1975. ويقول أنطوان كرباج: « تعلمنا ان لدى الممثل آلتين يعزف عليهما هما جسمه وصوته. ويجب ألا يكتفي بإتقان العزف بل يجب أن يستقصي كل طاقات الآلتين».

بعد «مكبث » قدمت فرقة المسرح الحديث مسرحية « الذباب » لجان بول سارتر صيف 1963 على أدراج قلعة جبيل، ترجمها أنطوان كرباج، وقدّمتها نخبة الرعيل الأول من أفراد المعهد. وجاء النقد، في أوج جديته، ليرسم الخطوط العريضة التي رافقت مسيرة أبو دبس حتى نهايتها: بالدرجة الأولى النص أقل أهمية من الممثل، والأخير جزء من آلة واحدة هي رؤية المخرج. وتلك الرؤية بصرية - جوّانية تحتفظ بأسرارها ولا تبذل أي جهد ذهني أو فنّي لإقامة جسر مع الجمهور، بل على الجمهور أن يصبح شريكاً كاملاً في لعبة مشهدية لا تمت إلى ذاكرته أو إلى مرجعياته الثقافية بصلة. وبقدر ما افتتن المثقفون والمتثاقفون بـ « الحدث المسرحي الأبو دبسي » نأى عنه الجمهور العريض، وبقي هذا الواقع على حاله حتى انحسر مسرح أبو دبس إلى قوقعة تجريبية صغيرة في شقة لا تتسع لأكثر من خمسين شخصاً عرض فيها « الطوفان » آخر أعماله قبل الحرب الأهلية وأكثرها اكتمالاً لجهة تجانس النص والأسلوب.

يعقوب الشدراوي

من بين الرواد الأوائل في المسرح اللبناني الحديث كان يعقوب الشدراوي طليعة الأكاديميين الذين درسوا الفنون الدرامية في الخارج، بل في معقل ستانسلافسكي وموئل تشيخوف، وهو بعكس منير أبو دبس، وبحكم تدريبه في ظل الواقعية الاشتراكية الروسية، يولي المتفرّج أهمية أساسية. ثقافة الجمهور. معارفه العامة. إمكانات استيعابه، أوضاعه الحياتية. تقاليده، ففي رأيه أن إدراك قوانين التطور في المجتمع الذي ننتمي إليه جزء لا يتجزأ من مشروع المسرح. مع ذلك يرى الشدراوي ان الأفكار الجديدة لا تكون كذلك إلا هضم التجارب السابقة: « ماذا فعل كل من بريخت وآرتو وكريغ وميرخولد وغروتوفسكي وبروك وشيلر؟ ببساطة جاؤوا بأفكار جديدة » يقول الشدراوي. وبعكس ملتقى وأبو دبس، يلتقي الشدراوي مع ريمون في التحرر من تشكيل الفرق أو تأسيس المدارس، فبعد عودته من موسكو أواخر الستينات كانت نواة الحركة المسرحية قد أينعت، والمشهد الثقافي برمته يعجّ بالتوقعات، وبواكير الجمهور المتمرّس آخذة في الاتساع، فما كان على يعقوب إلا أن يخطو إلى قلب الخشبة ويدلي بدلوه الطافح !

« أعرب ما يلي » عمله الأول سنة 1970 كشكول فريد لم يسبق أن جربه أحد من قبل، جمع فيه الشدراوي مشهد الافتتاح من حكاية « فاسكو » لجورج شحادة والمشهد الثاني من مسرحية حفلة « سمر من أجل 5 حزيران » لسعد الله ونّوس، وقصائد لأدونيس وأنسي الحاج ومحمود درويش، مسرحها مصهورة في توجّه واحد، أساسه رسالة التمرّد السياسي، ولكن بعيداً من الخطابة والوعظ والمباشرة الفجة، بل كان العرض غنياً بالموسيقى والإيماء والرقص والمرونة البدنية ما ميّزه عن سواه وكشف قدراته السينوغرافية ذات المتانة والشاعرية في آن واحد.

من الناحية التقنية اتسم أسلوب الشدراوي بالليونة والتنوّع. وكان ذلك وليد ثقة ودليلاً على هضمه الأساليب والمدارس والنظريات واستخلاصه ما يتناسب مع رؤيته الخالية من التعقيد والسفسطة وكل ما يتعلّق بالإيهام المبالغ. وهو لا يستعير من ستانسلافسكي فلسفة السمو بالدراما ليطبقها جزافاً على طريقته في الإخراج، بل يؤمن روحاً ووجداناً بجوهر التسامي وحتميته لبلوغ أعلى درجات الإبداع على الخشبة. وكان الشدراوي أول مخرج لبنان يأخذ في الاعتبار أهمية الوشائج العربية خصوصاً الشامية، فبعد استعارته الفصل الثاني من مسرحية ونّوس الشهيرة أخرج تحفة محمد الماغوط « المهرج ». والمعروف ان « المهرج » جاءت في مناخ الإحباط الذي تلى هزيمة 5 حزيران وجعل الماغوط يوغل في السخرية ويتقلّب في الحسرة والمرارة ويستشيط غضباً ممهوراً بالضحكة الدامعة، بل الدامية أحياناً. وكان لنجاح « المهرج » معلماً بارزاً من معالم الحراك المسرحي العربي انطلاقاً من لبنان إذ جرى تقديمها ما لا يقل عن مئتي مرّة على مسارح مختلفة.

في المرحلة التالية سلك الشدراوي طريق التأليف والتوليف ناهيك بالتمثيل، فجمع نصوصاً ومذكرات لميخائيل نعيمة ومسرحها سنة 1978، وسنة 1981 قدم مسرحية بعنوان « جبران والقاعدة » وهي من تأليفه على غرار « نزهة ريفية غير مرخص بها » و « بلا لعب يا ولاد » و« العتب ع البصر ».

ريمون جبارة

لم يأخذ أحد مغامرة المسرح في لبنان إلى مستوى التجريد والمجانية مثلما فعل ريمون جبارة. وهو من هذه الناحية رائد فرادة وغرابة وجسارة يطرق باب الجمهور عبر باقات من المتناقضات والمواقف لطالما تجاوزت المألوف والمتوقع إلى مناخ يتأرجح بين الخرافة والحكاية. وهو على غرار أبو دبس يولي النص أهمية وظيفية محدودة، ويرفض العمل مع كاتب يأبى تسليم نصه بلا قيد أو شرط لأن المخرج بنظره هو صاحب الكلمة الفصل وعلى كل العناصر الدرامية والسينوغرافية أن تنصهر في تلك الرؤية، لأن الإخراج في مفهومه هو « الكتابة » المسرحية الأخيرة. ويلتزم جبارة إيقاعاً متوتراً مليئاً بالمفاجآت على صعيدي الحدث المسرحي والمضمون الملتبس دائماً ما يوقظ في النظارة أقصى درجات الانتباه ويفتح آفاقاً للمخيلة لم تكن أبداً في الحسبان.

بدأ ريمون جبارة ممثلاً. لعب مع انطوان ملتقى ومنير أبو دبس. وسجل أولى علاماته الفارقة في دور « ريتشارد الثالث » لشكسبير من إخراج ملتقى، كذلك تألق في « عرس الدم » وفي « لعبة الختيار » لبن جونسون التي كانت فاتحة أعمال « فرقة المسرح الحر » وأخرجها بنجاح تاريخي بيرج فازليان فكانت أولى عروض مسرح بيروت سنة 1965. وتوالت أدواره اللافتة في معظم « ريبرتوار » المرحلة. لكنه انتقل فجأة سنة 1970 إلى الإخراج مع « لتمت وسدمونة » على مسرح مهرجانات بعلبك وكان اسمه تسجل في ما لا يقل عن 15 مسرحية لعب فيها أدواراً بارزة.

وضع ريمون جبارة عشر مسرحيات أبرزها « تحت رعاية زكور » التي مثلت مشاركة لبنان في مهرجان شيراز سنة 1973 وشغل مناصب ووظائف عدة، فترأس ادارة « دار الفن والأدب » الذي أسسته الرائدة الراحلة جانين ربيز، وترأس مجلس ادارة تلفزيون لبنان ومجلس المتنج الشمالي للثقافة سنة 1982 وبقي حتى سنوات قليلة مضت يدرس مادتي إعداد الممثل والإخراج في معهد الفنون التابع للجامعة اللبنانية.

تميز مسرح ريمون جبارة بمستوى عالٍ من الانسجام السمعي - البصري والتوازن الداخلي - الخارجي في الأداء والتمثيل، ويؤكد جبارة حتى اليوم ان المسرح نصاً وروحاً لا يأتي من خارج الخشبة بل من ممارسة الشغل عليها.

عن موقع جريدة الحياة


يقدم موقع دارالحياة.كوم، إضافة إلى المحتوى الخاص به الذي ينشر على مدار الساعة، محتوى المطبوعات التي تنتجها« دار الحياة »، بنسخها الإلكترونية، وهي : الصحيفة اليومية « الحياة » الطبعة الدولية على العنوانين الأول أو الثاني، والحياة السعودية الطبعة السعودية، والمجلة الأسبوعية لها. ويضم دارالحياة.كوم أيضاً حاضنة للخدمات الرقمية على العنوان.

دارالحياة.كوم محطة تزود الزوار بالمستجدات والتقارير والتحليلات وبمواد أدبية، من صحافيين ومراسلين من الحياة، ومتعاونين آخرين. ويسعى إلى تأمين التواصل بين القراء وكتاب المطبوعات. كما يؤدي دور الواجهة التي تروج لمحتوى المواقع الثلاثة الأخرى. كذلك، يرعى دارالحياة.كوم مشاريع صحافية مستقلة ويستضيفها.

عرّف بهذه الصفحة

Imprimer cette page (impression du contenu de la page)